يتحول المغرب خلال نهاية السنة الجارية الى محور دولي و إقليمي لتصريف و معالجة جملة من القضايا الدولية ذات الحساسية المحلية و العالمية المطلقة . و تتزامن الحركية الديبلوماسية التي ستكون المملكة عنصرا فاعلا في نسج خيوطها و فك طلاسيمها المؤثرة على الوضع الاقليمي و الدولي مع تولي الرباط بداية من فاتح دجنبر الرئاسة الدورية لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ، وهو ما يؤهلها للاسهام الفعال في حلحلة العديد من القضايا الحساسة المطروحة على أنظار المنتظم الأممي في المرحلة الراهنة والتي تتصدرها الأوضاع الأمنية المقلقة بمالي و التحديات السياسية الراهنة في بؤر النزاع الساخنة سواء بسوريا أو بفلسطين علاوة على مناطق أخرى بالعمق الافريقي الملتهب . ويشكل مؤتمر أصدقاء سوريا الذي ستحتضنه مراكش بعد ثمانية أيام أحد أهم المواعيد الديبلوماسية التي ستضع الرباط في صدارة ألأحداث الدولية المستجدة بالنظر الى الحمولة السياسية و الاعلامية ، التي يشكلها الحدث و بالنظر الى تداعياته في تسويق صورة المغرب كنقطة تقاطع و إستقطاب للعديد من الشخصيات الدولية المؤثرة في صياغة القرار الدولي . و تتصدر قائمة هذه الشخصيات بالطبع وزيرة اخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي ستودع من مراكش مشوارها السياسي في فريق إدارة السيد أوباما ، والتي ستجري على هامش مشاركتها في المؤتمر محادثات معمقة مع جلالة الملك ستهم العلاقات الثنائية بين البلدين إضافة الى قضايا إقليمية لا تقل أهمية من بينها الوضع بمالي الذي يأمل البيت الأبيض تفهما من الرباط كرئيس لمجلس الأمن لتسهيل مسلسل الحسم الأممي وفق مقاربة محور باريس / واشنطن ، لوضع حد لأجواء الفوضى التي تجتاح منذ أزيد من سنة النصف الشمالي من التراب المالي . و من المنتظر أن يشارك في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي سيبث في مصير نظام بشار الأسد ممثل أزيد من مائة دولة و سيكون مناسبة لطرح قضايا إقليمية ذات صلة بالملف السوري و في مقدمتها الوضع بالشرق الأوسط و فلسطين و هو ا يعكس الأهمية القصوى للموقع المتميز للمملكة من مجموع هذه القضايا الساخنة . و كان الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية و التعاون يوسف العمراني الذي حل بداية الأسبوع بواشنطن قد أكد أن مباحثات جمعته مع بيث جونز ، مساعدة كاتبة الدولة الأمريكية المكلفة بشؤون الشرق الأوسط_ شكلت مناسبة لمناقشة مختلف محاور الحوار الاستراتيجي، والتأكيد على أهمية تعزيز آليات هذه الشراكة الاستراتيجية العريقة ، التي يطمح الطرفان إلى أن تكون في مستوى التحديات والأهداف المشتركة ، في إطار مقاربة مندمجة ومتضامنة وشاملة. وأضاف المسؤول المغربي أن هذا اللقاء تمحور أيضا حول تعميق التشاور والتعاون بين المغرب والولايات المتحدة_ وكذا حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وفي هذا الصدد اتفق الجانبان على أهمية تكثيف العمل في إطار الرئاسة المغربية لمجلس الأمن_ في ما يخص الوضع بمنطقة الساحل والصحراء ، والأزمة المالية والقضية السورية ومسلسل السلام بالشرق الأوسط. وأكد السيد العمراني خلال هذه المباحثات أن المغرب الذي يؤمن الرئاسة الدورية لمجلس الأمن خلال شهر دجنبر سيواصل جهوده ، خصوصا عبر الاضطلاع بدور فعال على المستوى الإقليمي ، من أجل تعزيز السلام والازدهار تماشيا مع المبادئ التي تحث على احترام السيادة الوطنية والوحدة الترابية للدول.