أكد الأمين العام لحزب الاستقلال أن الحزب يعتز و يفتخر بوجوده داخل الأغلبية الحكومية ، و سيعمل جاهدا على إنجاح التجربة الحكومية الحالية الى غاية نهايتها معتبرا في الوقت نفسه أن الحزب متمسك بالدفاع عن برنامجه الانتخابي الذي قدمه للشعب المغربي و أن وجوده داخل الحكومة ينبع من قناعة الدفاع عن قضايا الشعب و مصالحه . و أبرز الأخ حميد شباط خلال حلوله ضيفا على الحلقة الشهرية الأخيرة من البرنامج السياسي "90 دقيقة للاقناع " الذي تبثه قناة ميدي آن تي في " أول أمس ،أن المغرب في حاجة الى كل أبنائه سواء في المعارضة أو الأغلبية في إطار الحوار المتبادل و الأخذ بمختلف الأراء ، و أن لا أحد له الحق في مصادرة حق حزب الاستقلال كمكون أساسي بالحكومة في الانفتاح على الجميع لما فيه مصلحة الوطن . و شدد الأمين العام للحزب على أن عملية النقد الذاتي الموضوعي لحصيلة الحكومة الحالية بعد سنة على تنصيبها أفرزت بعض الملاحظات و الخلاصات المرتبطة بمحدودية الانجازات التي حققتها على الصعيد الاجتماعي و خاصة فيما يرتبط بالتزاماتها أمام المواطن المغربي في الرفع من قدرته الشرائية و توفير العلاج له مستحضرا في المقابل تعدد صور و مسببات الاحتقان الاجتماعي بالساحة السياسية بفعل توقف مسلسل الحوار الاجتماعي . الأخ شباط أوضح أن الفريق الحكومي لم يصل بعد الى مستوى الانسجام المطلوب ، و هذا ما يبرر مطلب التعديل الحكومي الذي ينادي به الحزب و الذي يسعى الى إخضاع الوزراء الى سلطة القرار السياسي ، الذي يصرف برامج الحزب داخل الحكومة و يؤهل هذه الأخيرة الى الالتزام بترجمته الى مبادرات تصب في خدمة مطالب الشعب المغربي و تنأى بالوزير من أن يظل حبيس الادارة . وفي تعليقه على بعض القضايا السياسية شدد الأمين العام للحزب أن الحكومة لا يمكن بأي حال أن تراقب البرلمان الذي يستمد سلطته و سيادته من الشعب الذي إنتخبه و أكد أن الحزب حين يقدم ملاحظات تهم التدبير السياسي الحكومي فإنه يفعل ذلك من موقع إرادته الراسخة في إنجاح التجربة الحكومية و من منطلق قناعة الوضوح مع مبادئه و منطلقاته و مع إلتزاماته تجاه المواطن المغربي و حرصه على توفير الشروط المناسبة لاستقرار البلاد و الرفع من وتيرة أداء مؤسسات الدولة و إنسجاما مع مطالبه و سعيه الحثيث لتحقيق أسس و مقومات العدالة الاجتماعية . في تحليله للوضع التنظيمي داخل الحزب ذكر الأمين العام للحزب بظروف إنعقاد محطة المؤتمر العام الأخير للحزب و المتزامنة مع موجة الحراك العربي و العالمي و إرادة الأغلبية الساحقة لمناضلي الحزب على تحقيق التغيير الذي يتماهى مع شعارات و مطالب هذا الحراك مبرزا أن الاستقلاليين قاموا بامتياز بربيعهم الاستقلالي و أفرزوا عن طريق صناديق الاقتراع قيادة شابة و منسجمة تشتغل جماعيا على ترجمة العمل السياسي الجاد و النبيل و تغليب منطق الكفاءة و الاستحقاق عوض منطق العائلة في إسناد و تخويل المسؤوليات التنظيمية الحزبية مشدا على أن معركة التغيير التي قادها الاستقلاليون بالتزام و مسؤولية شكلت حدثا سياسيا تاريخيا و مثلت صحوة فجرت نقاشا مهما داخل الحقل السياسي الوطني من شأنه إعادة الاعتبار للعمل السياسي الحزبي و إسترجاع الثقة التي فقدها الشعب في أحزابه عبر تطبيق أرقى معايير الديمقراطية الداخلية الحقيقية داخل هياكل و مؤسسات الحزب ووضع حد لمنطق الريع السياسي الذي ظل سائدا . شباط أن المناضلين الاستقلاليين موحدون أكثر من أي وقت مضى داخل حزبهم و مؤمنون بأن الاصلاحات التي ينادي بها كل المغاربة بمختلف شرائحهم و ميولاتهم يجب أن تبدأ من داخل الأحزاب نفسها قبل أن تطال مختلف مؤسسات الدولة .