اتفقت الصحف الإسرائيلية على أن صفقة التبادل التي تمت بين مع حزب الله مثلت الاحتفال الرسمي بنهاية الحرب التي بدأت صيف العام 2006, مبرزة الفرح الذي دب في نفوس اللبنانيين وما قابله من حزن لدى الإسرائيليين. الصفقة والحساب تحت عنوان "الصفقة والحساب" ، قالت معاريف في افتتاحيتها إن العزاء بإسرائيل على الضحايا والفرح بلبنان على تحرير سمير القنطار , أعطى تعبيرا عاطفيا عن حقيقة أنه بعد سنتين وأربعة أيام انتهت رسميا، الحرب التي بدأت يوم 12 يوليوز; 2006 باختطاف الجنديين الإسرائيليين ريغيف وغولدفاسر. فالصفقة الخارجية -حسب الصحيفة- قد تمت، والذي يجب من الآن فصاعدا , هو حساب للنفس داخل إسرائيل. وكتب جاكي خوجي بذات الصحيفة , معلقا على ما تم, أن إسرائيل بعضلاتها المفتولة خرجت إلى معركة بكامل قوتها، وعادت ويلها بين ساقيها ودون المخطوفين. بالمقابل، حزب الله أدار مفاوضات عنيدة وحصل على مطالبه، حتى الأشلاء الأخيرة. وقال الكاتب إن الاحتفال في بيروت فرحة فقراء، ولكن في الصراع مع حزب الله سجلت إسرائيل القليل جدا من مظاهر البهجة هذه, مطالبا من يعتقد خلاف ذلك أن يريه إسرائيليا واحدا اتسع قلبه لما رآه من صور أمس في الناقورة. إهانة الوسيط هذا الشعور بالاشمئزاز من الصفقة عكسه مقال آخر في «يديعوت أحرونوت » لغيورا إيلاند، يقول إن صفقة التبادل مع حزب الله مثل اتفاق الهدنة مع حماس، سببت شعورا غير مريح في نفوس الجمهور الإسرائيلي. وأشارت إلى أن هذا الشعور نابع من التقدير بأنه حتى لو كانت الاتفاقية "في الحالتين" أمراً مطلوباً, "فقد اضطررنا آخر المطاف إلى قبول اتفاق سيئ". وأرجع صاحب المقال ذلك إلى سيناريو قال إنه يتكرر بكل مسألة سياسية أمنية هامة, حيث تجتمع الحكومة على عجل ويطرح أمامها أحد خيارين ، إما القبول بالصفقة بالكامل أو رفضها بالكامل, مع توصية بأن الرفض سيمثل إهانة للوسيط. وكمثال على ذلك, ذكر إيلاند أن المفاوضين قالوا في قضية وقف إطلاق النار مع حماس إن عدم قبول الاقتراح المصري سيهين القاهرة، ويلحق الضرر بعلاقات الدولتين. وأكد أن هذا يدل على غياب المداولات الصحيحة في الزمن الصحيح مما يتطلب حسب رأيه إدخال تغييرات بثقافة صنع القرار, تتبنى النظام السائد بالجيش. نتائج الحرب تحت عنوان "إليكم نتائج الحرب" ، كتب آري شبيط مقالا في "هآرتس "قال فيه إن إسرائيل تقف الآن بعد 2،5 عام أمام أربعة إخفاقات أولها مع حزب الله ، وثانيها مع حماس, وثالثها مع إيران ،والرابع على جبهة السلام، وكل ذلك بسبب حكومتها "الحمقاء". وأسهب الكاتب في وصف ملابسات كل إخفاق على حدة قبل أن يستنتج أن 2،5عام من حكم رئيس الوزراء إيهود أولمرت، تميز بفشل إسرائيل على أربع جبهات. والسبب في كل ذلك حسب شبيط هو قيام "حكومة حمقاء بإدارة هذه الدولة بغباء في كل المجالات".