قدم السيد عبد الواحد اوسعيد رئيس القسم الاجتماعي بعمالة إقليم تاوريرت ولاية وجدة بالجهة الشرقية خلال الأسبوع الماضي ملخصا لأهم المنجزات التي حققتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ انطلاقتها سنة 2005 إلى 2012 ( أي بعد 84 شهرا ) والهادفة برامجها إلى تحقيق التقدم والرفاهية لجميع أفراد المجتمع . جاء ذلك في دورة تكوينية نظمتها اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومندوبية التعاون الوطني والجمعية الخيرية لرعاية المسنين وذلك بالمركب الاجتماعي مولاي علي الشريف لفائدة العاملين بمؤسسات الرعاية الاجتماعية بإقليم تاوريرت . وتم تقديم خلال الدورة التكوينية حصيلة البرامج المتعلقة بتفعيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية منذ إعطاء انطلاقتها سنة 2012 ، هذه المبادرة التي جاءت مطابقة للحاجيات الملحة للفئات والجهات المستهدفة ، والتي تم تنفيذها طبقا للتعليمات الملكية السامية بالمعالجة الفعالة لبؤر الفقر والإقصاء والتهميش . وأكد السيد عبد الواحد اوسعيد رئيس القسم الاجتماعي بعمالة إقليم تاوريرت انه منذ إعطاء انطلاقة برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من طرف صاحب الجلالة محمد السادس بتاريخ 18 ماي 2005 لم تدخر السلطات الإقليمية والمحلية جهدا لإنجاح هذا الورش الملكي ، حيث وجهت برامج المبادرة الوطنية إلى تشجيع الأنشطة المدرة للدخل والاهتمام بالبنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية ، حيث بلغ عدد المشاريع المبرمجة بالإقليم بعد سبع سنوات من انطلاق المبادرة الوطنية خلال الفترة المتراوحة بين 2005 و 2012 ما يناهز 449 مشروعا يستفيد منها ما يفوق 150000 شخص أنجزت بتكلفة مالية إجمالية قدرت ب 240 مليون درهما ، منها مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ 122 مليون درهما أي بنسبة 51 في المائة من المبلغ الإجمالي لهذه المشاريع وهو ما يبين دور الرافعة التي تلعبه المبادرة الوطنية . وأفاد السيد اوسعيد أن هذه المشاريع كان لها بالغ الأثر في تحسين ظروف عيش الساكنة من خلال خلق أنشطة مدرة للدخل ، وبناء وتجهيز مؤسسات الرعاية الاجتماعية ودعم الولوج إلى التجهيزات والخدمات الاجتماعية الأساسية كالمساهمة في تعميم الاستفادة من الماء الصالح للشرب والكهرباء وتقريب الخدمات الصحية والتمدرس وفك العزلة عن الساكنة عن طريق تهيئة المسالك . وأفاد كذلك أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم تاوريرت قد شكلت فرصة سانحة لتدارك ولو نسبيا الخصاص الذي تعانيه بعض القطاعات على مستوى التجهيزات والبنيات التحتية والخدمات الاجتماعية الأساسية ، الشيء الذي حتم على أجهزة الحكامة توجيه المشاريع إلى القطاعات التي تعرف خصاصا مهما وتستدعي تدخلا عاجلا . وأشار في تقديمه أن إقليم تاوريرت استفاد خلال المرحلة الثانية من المبادرة الوطنية 2011 – 2015 من أربع برامج من أصل خمسة ويتعلق المر بالبرامج التالية : - برنامج محاربة الفقر في المجال القروي : الذي استهدف الجماعات القروية الأكثر فقرا والتي تتجاوز نسب الفقر فيها 14 في المائة كمعدل وطني للفقر بالعالم القروي ، بالنسبة لإقليم تاوريرت ، فقد استهدف عشر جماعات قروية . - برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري : استهدف الأحياء المتواجدة بالمدن التي تتجاوز ساكنتها 20.000 نسمة حسب الإحصائيات الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط لسنة 2004 ، ويتعلق الأمر ب : 04 أحياء بالإقليم : 03 أحياء بمدينة تاوريرت ( ساكنتها 79842 نسمة ) وحي واحد بمدينة العيون / سيدي ملوك ( ساكنته 34970 نسمة ) . - برنامج محاربة الهشاشة والتهميش : فهو يستهدف عشر فئات في وضعية هشة على مستوى مجموع جماعات بالإقليم ، كما تم تحديد بدليل المساطر وهي : ( أطفال الشوارع والشباب بدون مأوى ، الأطفال المتخلى عنهم ، المختلون عقليا بدون مأوى ، سجناء سابقون بدون موارد ، المعاقون ، المتسولون والمتسكعون ، العجزة المعوزون ، المرضى الحاملون لفيروس الايذر " السيدا " بدون مورد ، المدمنين على المخدرات بدون مورد ) . - البرنامج الأفقي : استهدف بإقليم تاوريرت النسيج الجمعوي والجماعات المحلية وخاصة غير المستهدفة من برنامج محاربة الفقر في المجال القروي وبرنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري . وأشار أن برنامج محاربة الهشاشة والتهميش خلال الفترة الممتدة من سنة 2005 إلى 2012 يهدف إلى تحسين نوعية الخدمات المقدمة من طرف الجمعيات والمؤسسات العمومية لأجل بلوغ المواصفات التي تتطابق والشروط العامة لتامين الظروف المناسبة للكرامة الإنسانية ، وكذا تقوية تدبير الجمعيات والمراكز المتدخلة في موضوع الهشاشة من اجل تفعيل واحترام المعايير وعقود برامج التدبير ، وكذا إحداث مراكز إضافية للاستقبال حسب الحاجة . هذا وقد تم انجاز 31 مشروعا في إطار هذا البرنامج بغلاف مالي إجمالي قدر ب 20.560.000.00 درهم ساهمت فيه المبادرة الوطنية بمبلغ 18.600.000.00 درهم وتتوزع هذه المشاريع حسب المحاور التالية : ( تأهيل مراكز الاستقبال : 09 مشاريع بغلاف مالي إجمالي قدر ب 3.150.000.00 درهم ، بناء وتجهيز مراكز الاستقبال 14 مشروعا بغلاف مالي إجمالي قدر ب : 16.390.000.00 درهم ، تقديم الإعانة للجمعيات برسم المساهمة في تسيير مراكز الاستقبال : مشروعين ( 02 ) بغلاف مالي إجمالي قدر ب : 370.000.00 درهم ، تقوية قدرات والمساعدة التقنية : 06 مشاريع بغلاف مالي إجمالي قدر ب : 650.000.00 درهم ) . وكان عامل الإقليم السيد أمحمد هذان قد عقد العديد من الجلسات مع المجالس البلدية والقروية بالإقليم ، كانت هذه الجلسات مناسبة للتواصل مع أعضاء المجالس ، وتدارس سبل التنسيق التقني والإداري والتعاون الترابي ، من اجل التسريع من وتيرة التنمية المحلية ، بإخراج جملة من المشاريع الكبرى العالقة إلى حيز الوجود الفعلي ، كما لم يفت السيد العامل الإشارة إلى دور المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في دعم مجهودات المجالس البلدية والقروية . كما أشادت العديد من ساكنة مدن وقرى ودواوير ومداشرالمناطق المستهدفة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بدور عامل الإقليم في دعمه لعدة برامج تنموية بالإقليم ( كدور الطالب والطالبة ، والمراكز الاجتماعية ، وقاعات العلاج ،، و ،، ) . هذا ، وقد تميزت خطة العمل في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالواقعية والمرونة وبدقة تحديد الفئات والمناطق المستهدفة وراعت شروط تحقيق التكامل بين التدخلات القطاعية ومبادرات مختلف الفاعلين اعتمادا على آليات المراقبة والتتبع وانه تم نظرا لأهمية هذه المراقبة تبني نهج تصاعدي لتحديد الحاجيات واعتماد الشراكة في تنفيذ وتعبئة القوى المتعددة الجبهات والتأكد على إلزامية النتائج .. ونشير أيضا أن هذه الحصيلة الايجابية لم تأت سدى بل نتيجة تضافر جهود كافة العاملين وخاصة السلطات الإقليمية على رأسها عامل الإقليم وقسم العمل الاجتماعي والذي يسهر على تسييره اطر مشهود لها بالتجربة الإدارية والكفاءة والتي تنعكس إيجابا على المسيرة التنموية التي يعرفها إقليم تاوريرت ...