أكد مصدر مسؤول بالخارجية المغربية أمس لجريدة «العلم » أن المغرب لم يبلغ الى حدود البارحة بأي موعد رسمي لزيارة كريستوفر روس للمغرب و هو ما يتماهى مع تأكيد وزير الخارجية و التعاون العثماني في حوار مع الزميلة الاتحاد الاشتراكي الثلاثاء الماضي عدم وجود أي زيارة مبرمجة مؤكدا أن ، المغرب وجه رسالة قوية للوسيط الأممي،. و لذلك إذا برمجت هذه الزيارة، فهناك الآن توجها نحو فسح المجال للسيد روس للتراجع عن مواقفه غير المتوازنة، وعن تقديم تقارير غير منحازة عن القضية. في غضون ذلك أعلنت الأممالمتحدة مساء الثلاثاء أن المبعوث الشخصي للأمين العام إلى الصحراء كريستوفر روس ، سيقوم بجولة في المنطقة نهاية أكتوبر الجاري يجري خلالها مشاورات مع الأطراف المعنية بملف النزاع بهدف تسريع الوصول الى الأهداف المنصوص عليها بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالموضوع و المتمثلة حسب الناطق الرسمي باسم بان كي مون في إيجاد حل سياسي مقبول من الطرفين للنزاع المعروض على أنظار المنتظم الدولي . جولة كريستوفر روس الى المنطقة حددت لها الفسحة الزمنية الفاصلة بين 27 أكتوبر الجاري و15 نونبر المقبل و ستتوج برفع تقرير مفصل الى مجلس الأمن تنفيذا لتوصيته بشهر أبريل الماضي ، التي طالبت بان كي مون بتقديم تقرير عن مسار التسوية و الجهود الأممية المبذولة خلال نصف السنة الجارية لتنفيذ قرارات المجلس . الزيارة المرتقبة لروس المعلنة رسميا للمنطقة دون ضبط موعد مسبق مع المغرب كطرف رئيسي بالملف يعني أن الأممالمتحدة تراهن على عامل المفاجأة لوضع الديبلوماسية المغربية أمام الأمر الواقع و جرها بالتالي الى تقديم تنازلات من شأنها إخماد فتيل التوتر بين الرباط و روس الذي خلفه مشروع تقرير قدمه للامين العام حول تطورات النزاع الصحراوي في شهر ابريل الماضي ووصفه المغرب بالمنحاز لأطروحة الانفصاليين . لعبة شد الحبل الديبلوماسية بين المغرب والأممالمتحدة في صورتها الجديدة تتزامن مع تمسك بان كي مون والعديد من العواصم المؤثرة بكريستوفر روس و إعلانها علنا دعمها له كما هو الحال بالنسبة لمدريد وواشنطن . ومفعول التهدئة و جبر الخواطر الذي تضمنته صيغة البيان المشترك للدورة الأولى للحوار الاستراتيجي بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المغربية لا يمكن أن يلغي من حسابات الخارجية المغربية أن الخطوة الأممية تنطوي على العديد من المطبات التي يتوجب التعامل معها بما يكفي من الحزم وروح المبادرة و كشف خبايا وخلفيات المطبات السياسية التي قد تمثلها خطوة بان كي مون في إيفاد مبعوثه الشخصي للمنطقة , و تمطيط فترة مهمته يعني بأن الأممالمتحدة تراهن على عامل الوقت لتليين الموقف المغربي من روس و عامل المباغتة في ظل هذه الظرفية الحساسة ينطوي على العديد من المخاطر غير المأمونة . الولاياتالمتحدةالأمريكية عبرت عن إستمرارها في دعم الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي دائم ومقبول لنزاع الصحراء . و أعلنت بوضوح بأن مخطط الحكم الذاتي للمملكة المغربية جدي وواقعي وذي مصداقية، وأنه يشكل مقاربة جديدة لتلبية تطلعات ساكنة أقاليم الصحراء في إدارة شؤونهم الخاصة بسلام وكرامة. كما أعلنت بأنها ستستمر في دعم المفاوضات في إطار الأممالمتحدة وتحث الأطراف على العمل من أجل حل هذا النزاع و لكنها في المقابل غير مستعدة للتضحية بروس كأحد ديبلوماسييها الذي يضمن توازن مصالحها بالمنطقة بين الرباط كحليف إستراتيجي و الجزائر كورقة إقتصادية و سياسية رابحة تستعملها واشنطن لتصريف العديد من أجندات مصالحها بشمال إفريقيا و الساحل .