أحاطت أوساط كثيرة زيارة وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام إرفيه لادسوس إلى منطقة الصحراء المغربية وإلى مخيمات اللاجئين في تندوف بكثير من الاهتمام، وإن تميزت هذه الجولة التي قادت المسؤول الأممي في البداية إلى مدينة العيون قبل أن ينتقل بداية من يوم أمس الخميس إلى مخيمات تندوف بكثير من التكتم والسرية، وكل ما علم لحد الآن أن المسؤول الأممي عقد بمدينة العيون سلسلة اجتماعات مع المسؤولين عن بعثة الأممالمتحدة في الصحراء (المينورسو) ولقاءات جمعته مع مسؤولين محليين مغاربة، بيد أنه عقد أمس لقاءات مع مسؤولين على جبهة البوليساريو الانفصالية توجت بلقائه بعد زوال أمس برئيس الجبهة الخالد محمد عبدالعزيز. وتباينت تفسيرات هذه الزيارة التي تعتبر الأولى من نوعها بالنسبة لوكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام، فالرباط بدت حريصة على التعامل الطبيعي والعادي مع زيارة عادية لمسؤول أممي الذي يتفقد بعثات الأممالمتحدة الخاصة بحفظ السلام في العالم للوقوف على طبيعة أدائها وبحث سبل مساعدتها المالية والفنية واللوجستيكية للقيام بدورها على الوجه الأكمل، لذلك اكتفى اهتمام الرباط بالإعلان في وسائل إعلام عمومية بهذه الزيارة. بيد أن جبهة البوليساريو الانفصالية تروج من خلال مواقف وتصريحات مسؤوليها أن زيارة هذا المسؤول الأممي تندرج في سياق بحث التحديات التي تواجه بعثة المينورسو، وربطت هذه التصريحات بين تصريح المسؤول الأممي الذي أعرب فيه عن سعادته لزيارة البعثة من أجل بحث التحديات التي تواجهها، وبين ماكان قد ورد في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بصدد أداء بعثة المينورسو، وتتهم تندوف الرباط بالتضييق على عمل هذه البعثة.