لم تفلح الجهود الأممية الحثيثة التي بذلت خلال الأسابيع القليلة الماضية في إقناع جبهة البوليساريو الانفصالية في استئناف برنامج الزيارات العائلية المتبادلة بين مخيمات تندوف وأقاليمنا الجنوبية التي توقفت منذ خمسة أشهر بسبب رفض قيادة الجبهة الانفصالية والسلطات الجزائرية. وعلمنا في هذا الصدد أن طائرة تابعة لبعثة الأممالمتحدة في الصحراء (المينورسو) أقلعت منتصف يوم أمس الجمعة من مطار العيون بعد تأخير دام لساعات نزلت بمطار تندوف بعد مفاوضات عسيرة مع سلطات هذا المطار وما أن حطت بالمطار ونزل الركاب الذين كانوا على متنها حتى صدر قرار إعادة الركاب إلى الطائرة وإجبار ربانها على التحليق من جديد والعودة إلى مطار السمارة وسط أجواء غضب العائلات التي عومل أفرادها بعنف لفظي . وكانت الطائرة تقل على متنها عشرين مواطنا صحراويا ينتمون إلى أربع عائلات وقالت مصادر إن بعثة الأممالمتحدة قد تكون تلقت وعودا بالسماح للطائرة بالنزول بمطار تندوف وهو ما يفسر التأخير في الاقلاع إلا أن ربان الطائرة فوجئ بعد وصول الطائرة إلى مطار تندوف النزول به بصدور أوامر جديدة للعودة من حيث أتت ولايوجد من تفسير لهذا المنع برأي أوساط من المستفيدين غير القلق البالغ الذي أضحى يسيطر على قيادة البوليساريو الانفصالية والسلطات الجزائرية من جدوى استمرار برنامج تبادل الزيارات الذي تشرف عليه الأممالمتحدة وتدرجه في سياق إجراءات بناء الثقة بين الطرفين، خصوصا بعدما رفضت عشرات العائلات التي كانت مستقرة بمخيمات تندوف العودة الى هذه المخيمات مباشرة بعد وصولها الى أقاليمنا الجنوبية بعد استفادتها من هذا البرنامج في حين لم يتخلف أي واحد من المستفيدين من أقاليمنا الجنوبية عن العودة إلى وطنه، وتقول بعض المصادر أن عدد الرافضين للعودة إلى مخيمات تندوف فاق المائة لحد الآن ينتمون الى أحد عشر عائلة. وخلف قرار جبهة البوليساريو وسلطات الجزائر تذمرا كبيرا لدى المسؤولين الأمميين الذين اعتبروه تراجعا من قيادة البوليساريو الانفصالية والجزائر عن التزاماتهما تجاه برنامج تبادل الزيارات وإخلالا كبيرا بما كانا قد التزما به فيما يتعلق بإجراءات بناء الثقة بين طرفي هذا النزاع المفتعل. وارتأت قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية بهذا المنع توجيه رسالة واضحة للأمم المتحدة وأيضا رسالة غير مشفرة إلى السيد مصطفى سلمى ولد سيدي مولود الذي يرتقب أن يصل خلال الساعات القليلة القادمة إلى مخيمات تندوف.