أستطيع القول إن ثقافة حقوق الإنسان في المغرب بدأت تظهر" ذلك ما أكده المقرر الأممي حول التعذيب خوان مانديز، والذي قال إن هناك إرادة سياسية لدى السلطات المغربية لبناء ثقافة تمنع التعذيب وسوء المعاملة، والدليل، بحسب مانديز دائما، هو إنشاء المجلس الوطني لحقوق الإنسان. المفوض الأممي وخلال ندوته الصحفية التي عقدها في العاصمة الرباط، قدم حصيلة زيارته للمغرب، وذلك بدعوة من السلطات المغربية، وقال في هذا السياق إنه لاحظ بأن زيارته سبقتها استعدادات وتحضيرات من أجل استقباله، مشيرا إلى أن هذا الأمر لم يمكنه من باللقاء بعفوية مع بعض الضحايا، وشدد في الآن ذاته أنه تلقى من السلطات المغربية ضمانات بعدم "التنكيل أو الانتقام من الأشخاص الذين التقاهم". وأمام حشد من الصحفيين وممثلين عن المجتمع المدني في أحد فنادق العاصمة الرباط، أشاد مانديز بالدور الذي يضطلع به المجلس الوطني لحقوق الإنسان، من أجل تحسين الوضعية الحقوقية ، وقال إن تقارير المجلس ذات مصداقية، "ويمكن أن يصبح وسيلة رصد فعالة إذا ماتم تطبيق مقرراته بحسن نية" يضيف مانديز. واعتبر مانديز كذلك أن من الأمور الهامة التي ساهمت في تطوير حقوق الإنسان، هو الاعتراف الرسمي بممارسات وانتهاكات الماضي وتعويض الضحايا، من خلال ما يسميه المغاربة سنوات الرصاص، رغم أنه لحد الساعة لم تتم الملاحقة القضائية لمن قاموا بهذه الممارسات، يردف مانديز. وفي معرض حديثه عن الواقع الحقوقي، قال خوان مانديز إن دستور المغرب الجديد ليوليوز 2011، أتى بتغييرات تدعو إلى التفاؤل، وأضاف" هناك حاجة إلى مزيد من التعاون بين الدولة والمجتمع المدني، وأتمنى أن يتواصل الجهد". ولم يخفٍ المسؤول الأممي الذي جاء بمعيته فريق يضم خبراء وأطباء ومختصين تلقيه لشكايات "ذات مصداقية" حول حالات تعرضت للتعذيب، وكذا استعمال العنف من طرف السلطات خاصة أثناء المظاهرات، مشددا على أن السلطات ليس من حقها استعمال العنف خلال هذه التظاهرات سواء كان مرخصا لها أم لم يكن. وحول مسألة الاكتظاظ في السجون قال مانديز إنه لاحظ أن إدارة السجون بدأت في عملية بناء سجون جديدة وتوسيع أخرى، وإغلاق سجون قديمة، وذلك من أجل تحسين ظروف النزلاء، ودعا السلطات المغربية إلى ضرورة الأخذ بإجراءات تحد من ظاهرة الإكتظاظ. كما شدد المقرر الخاص على ضرورة إدماج خدمات الصحة الخاصة بالسجناء في إطار وزارة الصحة، لأن ذلك بحسبه سيمكن من تحسين الخدمات الصحية في السجون. في سياق ذي صلة، تطرق مانديز خلال ندوته الصحفية إلى موضوع زيارته لمدينة العيون التي دامت ليومين، وقال إنه تلقى عددا هائلا من الطلبات من أجل لقاءه لكنه لم يتمكن إلا من لقاء عينة قليلة من الناس، وقال إنه توصل بالعديد من الطلبات التي سيقوم بدراستها، مشددا على أن زيارته قادته للعديد من المواقع كالسجن المحلي في العيون، ومستشفى الحسن بن المهدي ومرافق أخرى في هذه المدينة، دون أن يعطي الكثير من المعطيات بهذا الخصوص، ومشيرا إلى أن ما قاله عن المناطق الأخرى، ينطبق على هذه المنطقة.