انتقد خوان مانديز، مقرر الأممالمتحدة لمناهضة التعذيب، تصرفات السلطات المغربية أثناء الزيارة التي أنهاها يوم السبت 22 سبتمبر إلى المغرب للوقوف على وضعية التعذيب فيه، وقال في ندوة صحفية عقدها في الرباط في اختتام زيارته إن السلطات كانت ترصد تحركاته بالكاميرات ووسائل أخرى ممن سبب في توتير الجو. إلا أنه أضاف بأنه تمكن من الوصول بدون عائق إلى مراكز الاعتقال، وأجرى اللقاءات التي كانت مبرمجة مع من كان يريد الاجتماع بهم بدون عراقيل. وسخر مانديز من الطريقة التي أعدت بها السلطات المغربية لزيارته عندما قال بأن المؤسسات السجنية التي زارها استفادت من الصباغة و الأسرّة والأفرشة الجديدة، وتمنى أن يكون حظ المؤسسات الأخرى التي لم يتمكن من زيارتها مماثلا! ووصف مانديز مآت الشهادات التي استمع لها طيلة فترة مهمته الاستقصائية، وأغلب أصحابها من ضحايا انتهاكات حقوق الانسان بأنها "ذات مصداقية". وقال إن أغلب ألوان التعذيب التي تكررت على مسامعه هي الضرب، والحرق بأعقاب السجائر، والصعق الكهربائي، والتهديد بالاغتصاب. وفي إشارة تبين حرصه على سلامة أصحاب الشهادات الذين ظهر يتحدث مع بعضهم في وسائل إعلام، قال مانديز إنه تلقى التزاما من المسؤولين الحكوميين المغاربة بأن لا يتعرض هؤلاء لأي سوء بعد مغادرته المغرب. من جهة أخرى انتقد مانديز عدم تناسب ردة فعل السلطات المغربية في مواجهة التظاهرات في حالة خروجها عن طابعها السلمي. أما العنف الموجه ضد التظاهرات السلمية قال مانديز بكلمة واحدة إنه مرفوض سواء كانت تلك التظاهرات مرخصة لها أو غير مرخص لها. مانديز سجل أيضا في تقريره الذي لن يرى النور إلا في شهر فبراير من العام المقبل، وبعد إرساله للسلطات المغربية لإبداء ملاحظاتها عليه، أنه لم يقف على أية حالة تم فيها استبعاد الاعترافات التي تنتزع تحت التعذيب أو أية حالة عقاب لمسؤولين متورطين في أعمال تعذيب.