كأني لا أرى مُدَّ أيها القدر جناحيك كي أطير فأسقط في هوة التلاشي حتى لا أتذكرُني. النبوءة الأولى كم كنت أرقص فوق حبل الريح أحلم بضفائري تطير هنا وهناك محملة بعطر البراءة وكم كنت أردد «واحر قلباه ممن قلبه شبم»* فأخيط كل الجراحات بخيط دمي. فكيف ألملم شتات هذا العشق وأنا معلقة فوق جذع القصيد ؟ النبوءة الثانية ركضت حتى انقطعت بي السبل فافترشت ذاتي أسمع حفيف نبضك فألعن كل الصبوات لأني أصدق آهاتي. النبوءة الثالثة هل تغنيتَ مثلي بالذي كان أم نمتَ فوق حصير الوجد تعد سبحة الغياب وبعدها تردد ما غسلتَ به فضاء الصبابة «أحبكِ» يا لهذا الهوى يجر جثثه بين نحيب الحبر ويرميني في ما كان وكنا فكيف أصدق وله العشاق وأنت مدية تذبح وريد وقتي. النبوءة الرابعة ما لقصاصات هذا الهوى تطير في كف الوهم ؟!! ففوق حافة الجرح أصرخ: يا أنت لملم رموشك من قلبي كي أراني فالأرض الموشومة بخطوك تأسرني خذها بعيدا عني فقد تعبتُ مني. النبوءة الخامسة كفي يتيمة بدون خطوطك المزروعة ألغاما تتفجر ملوحة أنهاري من يوقف جريانها وأنا متعبةٌ من الركض تراك أنتَ يا سواي ؟ تقول لي امرأة تبخرت من عبق صبابتي «هلمي إلي» هل أركض إليها حافية القلب أم أتوارى عني فيها علي أنسى زلازل هذا الهوى؟ النبوءة السادسة قال لي المساء: هُشِّي على غنيمات الصبابة بعصا الحلم وحذار ..حذار من ذئاب الصَّدِّ تهت في معناي .. فلم أجد في سماء العمر، غير ضياع يطرز قميص فوضاي. النبوءة السابعة «كل شيء يمضي» قال لي وهو يجمع حقائب عشقي كان مُلَثَّمًا في عينيه تساؤلاتٌ تشطرني نصفين «أعد لي بعضا من أرقي المسكوب في عينيه وبعضا من فصول هذا العمر. لعلي أنسى كيف كنت !!» تأتأت. لمحتُ في طرفه شاعرة ترقص برداء الليل قلت في خفر: «هي ذي أنا» لمس حذاء صبابتي وفي أوهامي تبخرت. 20 غشت 2012 * من قصيدة المتنبي