من حق الشباب الناجح في امتحانات الباكالوريا بمعدلات مرتفعة جدا أن يعبر عن غضبه واحتجاجه لأن هذه المعدلات المرتفعة والتي تجاوزت في بعض الحالات 17 على 20 لم تشفع لهم الولوج الى معاهد ومدارس عليا مغربية، ووجدوا أنفسهم بعد سنوات من الجد والاجتهاد والتضحية عرضة للمصير المجهول، حيث لفظتهم هذه المؤسسات ولم تعترف لهم بالمعدلات المرتفعة. قد يكون الأمر يتعلق بالتحسن الكبير جدا الذي حصل في المستويات، وأن هذه المعاهد والمدارس العليا قبلت من حصلوا على أكثر من هذه المعدلات، وأنها لاتتوفر على مايكفي من الفرص تسمح بالاستجابة إلى طلبات طلبة حاصلين على معدلات مرتفعة، ويجب حقيقة أن نتفهم أن 280 طالب حاصل على الباكالوريا يتنافسون على 100 فرصة في هذه المدارس والمعاهد والكليات المتخصصة العليا. لكن ماذنب شاب حصل على 16 أو 17 وربما أكثر؟. في دول أخرى فإن هذا الشاب يعتبر نابغة فعلا تسارع الدولة إلى احتضانه ورعايته لأن المستقبل الحقيقي لهذه الدولة يكمن في هذا الشاب أو الشابة التي تمكنت من تحصيل هذا المعدل المرتفع، لكن الصورة ليست على هذه الحال في بلادنا، ولكي يكون الطالب محظوظا ويمكنه التطلع إلى أن تفتح في وجهه أبواب هذه المعاهد والمدارس والكليات العليا يجب أن يكون حاصلا على أكثر من 18 على 20 في امتحانات الباكالوريا، وهذا ضرب من ضروب الظلم الاجتماعي الذي لا يمكن السماح باستمراره. نحن معتزون بتمكن شبابنا اليافع من الحصول على معدلات مرتفعة جدا، هذا يؤشر على أن مستقبل هذه البلاد واعد بحكم هذا المخزون والحمد لله. لكن لا يمكن أن يقبل أحد من المغاربة أن تسبب عوامل في انطفاء هذه الشمعة الوضاءة. لاحل غير إدراك الحكومة بأهمية بل بحتمية فتح ما يكفي من المؤسسات الجامعية العليا المتخصصة، بلادنا لا تزال في حاجة ملحة جدا إلى المهندسين والأطباء والصيادلة والمتخصصين في التدبير الاقتصادي والإعلاميات، ولابد من الانفاق لتحقيق هدفين، أولا تدارك هذا الخصاص، وثانيا تكوين الأطر الذين سيحملون هذا الوطن فيما فشلنا نحن فيه . الله يكون في عون الآباء والأمهات، حقيقة تؤكد هذه المعطيات أن الأبناء لايبدأون الدراسة فعلا إلا بعدما يحصلون على شهادة الباكلوريا.