بعد فرحة الحصول على شهادة الباكالوريا، يعيش الناجحون من التلاميذ وأوليائهم معاناة من نوع آخر تتمثل في أي طريق يسلكون، وما هي المنافذ المتاحة لمتابعة دراستهم العليا بعد أن أصبحت الباكالوريا في الجيب؟ والواضح، ونقولها بصراحة أن هناك نفورا متزايدا من التسجيل في الكليات التقليدية التابعة للجامعات.. ويقابل هذا النفور اقتناع يكاد يكون تاما بلا جدوى متابعة الدراسة في الجامعة... لأن الناس تأكدوا وعن تجربة بأن هذه الجامعات تفرخ المزيد من العاطلين والمعطلين إلا من رحم ربك... وكثير من المعطلين خريجي هذه الجامعات لا يجدون بدا من التجمهر أمام البرلمان معرضين أجسادهم الهزيلة لهراوات رجال الحال كضريبة لانتزاع حقهم في الشغل. وبدا خلال الأعوام الأخيرة أن الاهتمام بدأ ينصب على المعاهد والمدارس المتخصصة... فهي على الأقل تضمن لخريجيها في أقل الأحوال منصبا قارا للشغل. ومع هذا الاهتمام والإقبال المتزايد على هذه المعاهد والمدارس المتخصصة، بدأت هذه الأخيرة تقلص ما أمكن من عدد الوافدين عليها وباعتماد أساليب تبدو ذكية أكثر منها عملية. يكفي أن نذكر أنه تجري هذه الأيام اختبارات بالجملة للطلبة الحاصلين على الباكالوريا، ويلاحظ أن هذه الاختبارات اختير لها أن تجري متزامنة لتفويت فرصة الاختيار وتجريب حظوظ التلاميذ المرشحين. وبعض هذه المعاهد يقترح معدلات مرتفعة للباكالوريا كشرط للقبول... وأخرى سبقت الزمن ونظمت مبارياتها حتى قبل ظهور نتائج الدورة الاستدراكية... وهو ما يكاد يقترب من اللخبطة ويساهم في تفويت فرص وحظوظ العديد من التلاميذ. وهكذا تطرق الحيرة أبواب العديد من العائلات التي ابتهجت لنجاح أبنائها في الباكالوريا... وكثير من هذه العائلات الآن ترغب في طي ملف دراسة أبنائها للسنة الموالية حتى تنصرف لتدبر أمور أخرى تتعلق بالعطلة وبمناسبات قادمة أخرى.