التحايل حتى في اللغة، والهدف طبعا هو تغليط الرأي العام الاقليمي والدولي. فلقد تعمدت قيادة جبهة البوليساريو الانفصالية اعتماد التحايل في صياغة بلاغ آخر اجتماع مجلسها الحكومي بما أساء مرة أخرى للأمين العام للأمم المتحدة ويضر بمصداقية ممثله الخاص الجديد في منظمة الصحراء. فلقد جاء في بلاغ لاجتماع مجلسها الحكومي ما يلي «وتناول الاجتماع الزيارة الأخيرة للسيد وولف غانغ وايسبرود الممثل الجديد للأمين العام للأمم المتحدة مذكرا بسياسة العرقلة المغربية المتمثلة في رفض التعاون مع السفير الأمريكي كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة». فمن ناحية سياق النص يتوهم القارئ لأول وهلة أن «مذكرا» تعود إلى الممثل الجديد للأمين العام للأمم المتحدة، وبذلك يكون هو الذي تحدث عن عرقلة المغرب المتمثلة في رفض التعاون مع روس، لكن من ناحية الدهاء فإن «مذكرا» هذه تعود إلى المجلس الحكومي للجبهة الانفصالية، وحتى وإن سئلت هذه الجبهة حول هذا الحديث الذي يكتسي خطورة بالغة جدا أجابت بأن «مذكرا» تعود إلى مجلسها الحكومي. والحقيقة أن مصادر ديبلوماسية مغربية رفيعة المستوى أكدت أن المسؤول الأممي الجديد يشتغل لحد الآن بحيادية مطلقة، وأنه تعمد بدء زيارته للمنطقة بالرباط ومنها انتقل إلى مدينة العيون قبل أن يتحول إلى تندوف، وحتى حكاية الأعلام المغربية ولوحات السيارات تعود إلى روس غير المأسوف على رحيله. إن الجبهة الانفصالية تفطنت إلى أهمية توفير أسباب افتعال الأزمة بين الرباط والمسؤول الأممي الجديد من خلال تكثيف نشر الأخبار الزائفة التي تلقى اهتماما زائدا حتى من بعض المؤسسات الإعلامية المغربية واعتماد المغالطات والافتراء، وهذه أحوال من لا أخلاق لهم طبعا.