اختارت جبهة البوليساريو توقيتا رأته مناسبا للتصعيد والدفع بالوضع في المنطقة إلى مزيد من التوتر، حيث قررت تزامنا مع الجولة التي يقوم بها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة السيد كريستوفر روس في المنطقة في محاولة أممية جديدة لإخراج الملف من حالة الركود التي يوجد عليها منذ عدة شهور تنظيم احتفالات كبرى لتخليد ما تسميه الذكرى 33 لإعلان قيام جمهوريتهم. وأصر ممثل الجبهة الانفصالية في الجزائر على القول بأن هذه الاحتفالات «توجه رسالة إلى العالم بأكمله» وتعرف هذه الاحتفالات تنظيم ماراطون وصفه إعلام الجبهة بالدولي، لكن المشاركة فيه اكتفت على بعض العدائين المغمورين من أنصار الجبهة في اسبانيا. وتكفي الاشارة إلى أن الماراطون فاز به عداء جزائري إسمه غير معروف في الأوساط الرياضية حتى الاقليمية منها. لكن أخطر مظهر لهذا الاحتفال سيتمثل لا محالة بالعرض العسكري الذي ستشارك فيه فيالق من مليشيات الجبهة وبإحضار مختلف الأسلحة يوم الجمعة القادم وسيترأسه رئيس الجبهة الانفصالية شخصيا فوق تراب يدخل في نفوذ المنطقة المنزوعة السلاح طبقا لقرار مجلس الأمن سنة 1991. ويرى مراقبون أن الجبهة تقدم على هذه المبادرات الاستفزازية كلما لاحت في الأفق إمكانية ضخ دماء جديدة في جسد هذا النزاع المفتعل، وبذلك فإن هذا التصعيد يعتبر برأي المراقبين موجها ضد مهمة روس الجديدة الذي سيجد نفسه بداية من الآن مجبرا على القيام بدوره وبواجبه في التصدي لأي تصعيد جديد، عوض الانكباب على تنفيذ مهمته الأساسية المتمثلة في إعادة الحياة لمسلسل المفاوضات. وقال كريستوفر روس أمس الاربعاء في ختام زيارته للجزائر ان جولته للمنطقة سمحت له بالتوصل الى فهم واضح للمواقف ووجهات النظر، وأنه لمس رغبة صادقة لمتابعة الطريق ودعم جهوده لدى طرفي النزاع ولدى إحدى دول الجوار.