أكد المشروع الإسلامي لرصد الأهلة (مارا) و هي هيئة علمية مدنية تأسست سنة 1998 بدعم من الجمعية الفلكية الأردنية بهدف تكوين شبكة من الراصدين والخبراء والمهتمين، في مختلف أنحاء العالم، بقضايا الأهلة ورصدها ودراستها وتحديد بدايات الأشهر القمرية أن رؤية هلال رمضان 1433 ه يوم الخميس التاسع والعشرين من شهر شعبان الموافق ل 19 يوليوز مستحيلة من جميع المناطق الشمالية من العالم، وبعض المناطق الوسطى، وهذا يشمل العراق وبلاد الشام وجزءا من الجزيرة العربية، وذلك بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس، أما ما تبقى من مناطق العالم العربي فإن رؤية هلال شهر رمضان منها يوم الخميس غير ممكنة إطلاقا بسبب غروب القمر مع الشمس أو بعده بدقائق معدودة لا تسمح برؤية الهلال حتى باستخدام أكبر التلسكوبات الفلكية. وبالنسبة للمغرب أكد بيان للمشروع أن القمر يوم الخميس المقبل الموافق ل 29 شعبان سيغيب بالعاصمة المغربية بعد غروب الشمس بثلاث دقائق ، وبالتالي فإن رؤية هلال غرة رمضان الأبرك غير ممكنة بتراب المملكة حتى باستخدام التلسكوب الفلكي و نفس الواقع ينطبق على بقية العواصم العربية حيث سيغرب القمر قبل غروب الشمس بدقيقتين في بغداد و-بدقيقة واحدة في دمشق وبيروت، ومع غروب الشمس في القدس وعمّان وتونس والجزائر، وبعد غروب الشمس بدقيقة واحدة في الكويت، وبعدها بدقيقتين في المنامة والقاهرة وطرابلس، وبعدها بثلاث دقائق في الرياض والدوحة ومسقط والرباط ، ورؤية الهلال في جميع هذه المناطق السابقة يمكن وصفها بالمستحيلة لأن القمر الذي يغيب بعد الشمس بدقيقتين ونصف، تكون الحافة السفلية لقرصه قد بدأت بالغروب قبل اكتمال غروب الحافة العليا للشمس، إذ أن قرص القمر يحتاج إلى حوالي دقيقتين ونصف ليغرب من حافته السفلى إلى العليا. وشدد بلاغ المشروع أن العديد من الفقهاء والفلكيين يرون أنه لا داعي لتحري الهلال بعد غروب شمس يوم الخميس من المناطق التي يغيب فيها القمر قبل الشمس، لأن القمر غير موجود في السماء وقتئذ، وعليه فإن رؤية الهلال مستحيلة في ذلك اليوم استحالة قاطعة من تلك المناطق، وهذا معروف مسبقا من خلال الحسابات العلمية القطعية. وناشد المشروع الإسلامي لرصد الأهلة المسؤولين في الدول الإسلامية التثبت الدقيق من الشهود إذا تقدموا للشهادة يوم الخميس، إذ لم يثبت من خلال المعايير وسجلات أرصاد الأهلة العالمية الممتدة منذ العهد البابلي وحتى يومنا هذا تسجيل رؤية للهلال سواء بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوب في مثل الظروف الفلكية المتظافرة افي العالم العربي الخميس المقبل . يذكر أنه و في ظاهرة قليلة التكرار، بدأت جلّ الدول الإسلامية شهر شعبان لهذه السنة في نفس اليوم، وبالتالي ستتحرى معظم دول العالم الإسلامي هلال شهر رمضان سوية يوم الخميس التاسع والعشرين من شهر شعبان الموافق ل 19 يوليوز 2012 . و في بعض البلدان تقبل شهادة الشاهد في تحري الهلال حتى لو تعارضت مع معايير رؤية الهلال بحجة أنه لا يمكن ردّ شهادته والقمر موجود في السماء، وكثيراً ما تقدم الشهود بشهادتهم بالرؤية في مثل هذه الظروف الاستثنائية وفي بلدان أخرى، يبدأ الشهر إذا غرب القمر بعد غروب الشمس بغضّ النظر عن إمكانية رؤيته. و نوه المشروع الاسلامي لرصد الأهلة في بلاغه المذكور إلا أنه جرت العادة أن لا تعلن سلطنة عُمان ولا المملكة المغربية رؤية الهلال بمثل هذه الظروف المستحيلة أو غير الممكنة، مبرزة وجود احترام واضح لعلم الفلك في هاتين الدولتين، ولم نشهد خلال السنوات الأخيرة الماضية أي إعلان مخالف للحقائق العلمية من قبلهما. وتؤكد الحسابات الفلكية المتواترة لمختلف الخبراء أن التقويم الهجري بالمملكة المغربية هو الأقرب الى الدقة والصواب بالعالم الاسلامي و أن رؤية الهلال بالمغرب تتمتع بمصداقية غير قابلة للتبخيس .