نظم مجموعة من التجار ملاكي المحلات التجارية الواقعة بشارع بئر إنزران ومحيط سوق سيدي أبو أحمد، وقيسارية بوعجاج، مسيرة احتجاجية صباح يوم 11 يونيه 2012 حيث اخترقت أهم شوارع المدينة في اتجاه مقر بلدية القصر الكبير . وقد ردد هؤلاء التجار شعارات تطالب بتنظيم الأسواق، وحمايتهم من الفراشة وأصحاب العربات الذين اعتادوا في مشهد يومي على احتلال الشوارع وأبواب المحلات التجارية، مما يهدد مصالح التجار الذين تنتظرهم تكاليف الكراء والضرائب وفواتير الماء والكهرباء...ناهيك على ما يخلفه هؤلاء الفراشة من ورائهم من مخلفات الخضر والفواكه حتى غدا وسط المدينة ونافورته مرتعا للحيوانات والأزبال والروائح الكريهة . كل هذا حذا بهؤلاء التجار أصحاب المحلات تنظيم هذه المسيرة بعدما دب اليأس إليهم جراء الكتابات المتكررة إلى السلطات المحلية والمجلس المنتخب دون أي رد فعل إيجابي، سوى حملات ظرفية قصيرة سرعان ما تتوقف، لتعود الأمور إلى فوضاها ،ويغرق الجميع في دوامة التسيب والتي عادة ما تمتد إلى المواطنين من المتسوقين وقد لحقهم الأذى في أسماعهم من الكلام الفاحش النابي، أو في أرواحهم خصوصا ونحن نعلم أن هذه الأمكنة المذكورة كانت مسرحا لجرائم ذهبت ضحيتها أرواحا بريئة . مسيرة اليوم لم تتوقف إلا عند باب مكتب باشا المدينة الذي استقبل ممثلين عن المحتجين حيث وعدهم بالنظر في ملفهم ... والحقيقة أن فوضى احتلال الملك العمومي بالقصر الكبير غدت ظاهرة يومية تشعرك أحيانا بأننا نعيش خارج الضوابط والقوانين ونحن نعاين السلطات واقفة وقوف العاجز أمام مشاهد مأساوية تكرس ترييف أقدم حاضرة في المغرب وجعلها نموذجا للفوضى مما يحيلنا إلى طرح السؤال العريض عن حتمية تنظيم المدينة وفق رؤية شمولية مندمجة تأخذ في الاعتبار الحفاظ على الهوية التاريخية الحضارية للمدينة وانتشالها من يد مغتصبيها ./