يستلهم غالب هالسا في روايته (ثلاثة وجوه لبغداد1) مرجعية السيرة الذاتية في تشكيل الخطاب الروائي، على مستويات متعددة أبرزها: 1-في مقدمة هذه المؤشرات ما يسميه فيليب لوجون بتطابق الاسم identité de nom ، و هو الإحالة على الاسم الكامل للمؤلف غالب هلسا بوصفه شخصا واقعيا. فالشخصية الرئيسية في النص تحمل الاسم الكامل للمؤلف، و حسب « لوجون» فإن هذا الميثاق الاسمي هو الشرط الأساسي في السيرة الذاتية، ذلك أنه يحيل على أبرز قضية تخصص حد الجنس الأتوبيوغرافي: و هي تماهي المؤلف و الساردو الشخصية من خلال تطابق الاسم. في هذا الإطار يتخذ نص ثلاثة وجوه لبغداد الدرجة الثالثة في التصنيف الأتوبيوغرافي ل « فليب لوجون»، و هي درجة الشخصية التي لها اسم المؤلف نفسه. 2-استعمال ضمير المتكلم المفرد « أنا» الذي يهيمن على أكثر من نصف النص ( من الصفحة 79 إلى الصفحة 199، أي 120 صفحة من اصل 199). و من شأن هذه الهيمنة لهذا الضمير على المحكي أن ترسخ التماهي بين المؤلف و السارد و الشخصية. 3-الإشارة إلى بعض الأعمال الروائية للكاتب غالب هلسا مثل رواية السؤال، و زنوج و بدو و فلاحون. 4-الإشارة إلى بعض التجارب المعروفة في سيرة الكاتب مثل تجربة الاعتقال في مصر و ترحيله إلى العراق.