أحن إلى غرناطة أحن إلى الأندلس أحن إلى أبهى مكان فيه أحلى ما تشتهيه الأنفس أحن إلى غرناطة و بنات غرناطة وكرسي عتيق في مقهى غرناطة حيث كنت أجلس صحبة حبيبتي البهية نرجس.. أحن إلى قراءة لوركا في الأعين الحزينة ومشاهدة رسومات بيكاسو و دالي في شوارع المدينة أحن إلى الجري وراء كل نسمة تحمل أثر أجدادي القدامى أحن إلى تربة خضراء الحب فيها تسامى وأعطى ثماره ورودا وريحانا وخزامى أحن إلى الأندلس وعطر الأندلس وشعر الأندلس وصوت محبة يأتي عميقا على صهوة خيال مجنح يأتي في شدو حمامة أو تغريدة بلبل أو دندنة موشح إنما يأتي هدا الصوت الجميل المؤنس الحب في غرناطة أحبك في غرناطة غجرية تمشي في خفر أحبك في غرناطة هائمة تمشي تحت المطر أحبك في غرناطة و أنت وحيدة مثل قصيدة أحبك في غرناطة نادلة في مقهى أستاذة رقص عابرة سبيل رسامة على جذوع الشجر أحبك في غرناطة شاعرة مجنونة سائحة تبحث عن خرائط العالم و فراشة تحوم على ضوء القمر أحبك في غرناطة امرأة أقبلها بكل لغات البشر أحبك في غرناطة امرأة تقبلني بعمق ولا تسألني عن أي خبر أحبك في غرناطة كما أنت يا بنت الغجر فتاة من غرناطة حين التقيت بها في غرناطة كانت خارجة للتو من رحاب الجامعة ترتدي مثل غيرها سروال الجينز وتحمل في يدها وردة يانعة وتبتسم لذاتها بكل عنفوان وكنت سعيدا بها كمن وجد مظلة في ليلة ممطرة كانت بي مستبشرة وكنت أنا الغريب في ديارها أكتب عنها قصائد حب و أشتري لها حبات عباد الشمس كي نأكلها معا.. كانت غرناطة في ذلك الوقت زادا روحيا لنا البحر والشعر يمشيان معنا وكل كتب لوركا كانت لحظات لا تنسى ماتت حبيبتي ذات لحظة وبقيت وحيدا هنا أستحضر صورتها ... ذكريات في غرناطة في قلبها سر حين كانت صغيرة كانت تحول شعرها إلى أحلى ضفيرة ترمي بها خلف ظهرها و تمشي قرب البحر في زهو و كبرياء كانت تكتب على الرمال رسائل حب إليه وكانت شوارع غرناطة شاهدة هي الأخرى على أجمل ذكرى تأبى أبدا أن تموت أو تطوى في النسيان وحين كبرت... حين نضجت... بحثت عنه في كل مكان في الدارالبيضاء في طنجة و في تطوان... وحين كتبت أول دواوينها أهدت إليه كل قصائدها و شعرت في ذلك الحين أنها قد ولدت من جديد وأن عهدا آخر في حياتها قد بدأ ... عهدا يلوح لها من بعيد ويتجاوز آهات السنين ... صباح في غرناطة على جدران البنايات القديمة... في غرناطة .. كانت ترسم طيورا مهاجرة وتبعث حين تنتهي منها صورتها الأخيرة إلى عنوان صديقها في أقصى البلد و لا تقول شيئا لأحد مثل كل البنات طبعا لكن المدينة لم ترد أن تستيقظ هذا الصباح وهي كما باقي البنات لا تريد أن تظل في البيت والحبيب قد عاد اليوم من السفر وقد أخبرها بالهاتف بكل ذلك... وهي تريد أن تلتقي به قرب الشارع الرئيسي هنالك.... لكن المدينة قد أصرت على النوم هذا الصباح وحده المطر كان يهطل بإلحاح وحده المطر .... وصوت مجنون عابر يعربد في صياح ... لقاء في غرناطة في غرناطة في قصر الحمراء بالذات كانت البنت الفاتنة ترتدي سروال جينز و على جسدها الفوقي يتباهى تي شورت شفاف وتنتظر أخذ صورة لها تبقى ذكرى من الذكريات حين سألتها عن البلد قالت : أنا من لبنان وحين سألت عن الاسم ابتسمت وقالت: عفاف ثم رمتني بأحلى النظرات وانصرفت .. يا له من انصراف ... لم آخذ رقم هاتفها لم آخذ عنوان منزلها تركت الأمر للصدف وذهبت فرحا بهذا اللقاء سلمي لي على غرناطة سلمي لي على غرناطة سلمي لي على عينيك سلمي لي على شفتيك سلمي لي على يديك وأنت ترقصين بكل الجنون فيها ... سلمي لي على غرناطة و لا تقولي لأحد شيئا فقط قولي للفراشة أن تحترق بالضوء قولي للعصفور أن يرقص على قدم واحدة وأن يغرد لكل نساء الأرض و أن يستمع إليك وأنت تقرئين شعرا ... سلمي لي على غرناطة سلمي لي على كل حائط جلسنا تحت ظله ... على كل شارع عبرناه سوية على كل كرسي في حديقة جلسنا عليه وضحكنا ... سلمي لي على كل كلامنا العابر .. على كل ما قلناه وما لم نقل... سلمي لي على كل شمس أطلت سلمي لي على كل قمر لم يطل ... سلمي لي على غرناطة ... يا غرناطة قلبي .... ولا تقولي لأحد شيئا ...