قالت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل، خلال زيارة الى الجزائر إن ألمانيا تريد أن تصبح «شريكا» يعول عليه في مجال الغاز مع الجزائر عضو منظمة «أوبك» وذلك في إطار سعيها لتنويع مصادر إمدادات الطاقة. وقالت في كلمة أمام رجال أعمال جزائريين «نريد تنويع مصادرنا للطاقة الجزائر مورد جيد للغاز الى أوروبا». وأضافت قائلة «نحن مستعدون لتقديم عروض جيدة إلى الجزائر، وأن نكون شريكا يعول عليه». وكانت المستشارة الألمانية حظيت باستقبال متميز لدى وصولها (الأربعاء) الى الجزائر في أول زيارة رسمية تركزت على قضايا الطاقة. وتأتي زيارة ميركل بعد اربع سنوات من الزيارة التي قام بها غيرهاردشرودر في أكتوبر 2004. وأفاد مصدر في الجزائر أن المانيا التي تشتري 40% من حاجاتها من الغاز من روسيا ترغب في تنويع مصادر تزويدها من الطاقة عبر التوجه الى الجزائر. ولاتتجاوز حصة الجزائر في تزويد المانيا بالغاز، الواحد في المئة حاليا مقابل معدل 12% في الاتحاد الأوروبي. ويرغب البلدان في تكثيف تعاونهما في مجالات الطاقة المتجددة. ووقعت الوكالة الفضائية الألمانية بداية السنة اتفاقية تعاون في هذا المجال مع «نيو انرجي الجيريا» (نيل) الفرع المتخصص في شركة المحروقات الوطنية الجزائرية «سوناطراك» وشركة الكهرباء «سونلغاز». وأكدت «نيل» ان الجزائر ترغب في بناء اربع محطات طاقة مشتركة غاز وشمس بحلول 2012 ويجري بناء الأولى التي تبلغ قدرتها 150 ميغاوات في حاسي الرمل (جنوب) في حين ستشيد الثلاث الأخرى وتبلغ قدرة كل منها 400 ميغاوات بين 2010 و 2012 وتحدثت صحف جزائرية عن مناقشات بين المسؤولين الجزائريين والألمان حول التعاون العسكري، حيث أن برلين ترغب في بيع تجهيزات عسكرية للجزائر، والمشاركة في تدريب ضباطها، كما أفادت صحيفتا «الوطن» و «كوتيديان دوران». وتسعى دول غربية عدة حاليا، بينها فرنسا والولايات المتحدة، الى دخول سوق الجزائر التي تشتري تجهيزات روسية لجيشها. وأفادت الصحف ان زيارة ميركل تندرج في اطار توجه جديد للدبلوماسية الألمانية نحو المغرب العربي. ونقلت «كوتيديان دوران» عن ناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية قوله «نتفهم اليوم ان المغرب العربي ليس جار جيراننا، بل هو جارنا أيضا».