قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال زيارة إلى الجزائر الأربعاء إن ألمانيا تريد أن تصبح شريكا يعول عليه في مجال الغاز مع الجزائر عضو منظمة أوبك وذلك في إطار سعيها لتنويع مصادر إمدادات الطاقة. وقالت في كلمة أمام رجال أعمال جزائريين نريد تنويع مصادرنا للطاقة. الجزائر مورد جيد للغاز إلى أوروبا . وأضافت قائلة نحن مستعدون لتقديم عروض جيدة إلى الجزائر وأن نكون شريكا يعول عليه . ومضت تقول إن ألمانيا عرضت أيضا مساعدة الجزائر ثاني أكبر بلد في افريقيا من حيث المساحة على تطوير امكاناتها في مجال الطاقة الشمسية. وكانت المستشارة الالمانية حظيت باستقبال متميز لدى وصولها الاربعاء الى الجزائر في اول زيارة رسمية ستركز على قضايا الطاقة. وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في إستقبال ميركل في مطار الجزائر الدولي محاطا برئيسي مجلسي البرلمان عبد القادر بن صالح وعبد العزيز زياري ورئيس الحكومة احمد اويحيى، حيث اطلقت 21 طلقت مدفعية للترحيب بها. وبدات ميركل زيارتها بمحادثات مع رئيس الحكومة احمد اويحيى ثم وزير الشؤون الدينية عبد الله غلام الله. واعرب الوفد الالماني عن قلقه من وضع المسيحيين في الجزائر لا سيما الذين اعتنقوا المسيحية اخيرا وحكم على عدد منهم بالسجن مع تعليق النفاذ وغرامات. وشاركت ميركل مساء الاربعاء 16 يوليوز 2008 في منتدى رجال اعمال المان وجزائريين بحضور عدة وزراء ويستقبلها الرئيس بوتفليقة الخميس ويقيم على شرفها مادبة غداء. وتاتي زيارة ميركل بعد اربع سنوات من الزيارة التي قام بها غيرهارد شرودر في أكتوبر 2004. وافاد مصدر في الجزائر ان المانيا التي تشتري 40% من حاجاتها من الغاز من روسيا ترغب في تنويع مصادر تزويدها من الطاقة عبر التوجه الى الجزائر. ولا تتجاوز حصة الجزائر في تزويد المانيا بالغاز الواحد في المئة حاليا مقابل معدل 12% في الاتحاد الاوروبي. ويرغب البلدان في تكثيف تعاونهما في مجالات الطاقة المتجددة. ووقعت الوكالة الفضائية الالمانية بداية السنة اتفاقية تعاون في هذا المجال مع نيو انرجي الجيريا (نيل) الفرع المتخصص في شركة المحروقات الوطنية الجزائرية سوناطراك وشركة الكهرباء سونلغاز. واكدت نيل ان الجزائر ترغب في بناء اربع محطات طاقة مشتركة غاز وشمس بحلول 2012. ويجري بناء الاولى التي تبلغ قدرتها 150 ميغاوات في حاسي الرمل (جنوب) في حين ستشيد الثلاث الاخرى وتبلغ قدرة كل منها 400 ميغاوات بين 2010 و2012. كذلك تخطط نيل لمشاريع استغلال طاقة الريح في تيميمون وتندوف (جنوب). وتوقعت صحف جزائرية ان تتطرق المناقشات بين المسؤولين الجزائريين والالمان الى التعاون العسكري حيث ان برلين ترغب في بيع تجهيزات عسكرية للجزائر والمشاركة في تدريب ضباطها، كما افادت صحيفتا الوطن و كوتيديان دوران . وتسعى دول غربية عدة حاليا بينها فرنسا والولايات المتحدة الى دخول سوق الجزائر التي تشتري تجهيزات روسية لجيشها. وتنشط حاليا في الجزائر 160 شركة المانية تلقت دعم مصرف دويتش بنك الذي افتتح مؤخرا فرعا في العاصمة. وبلغت المبادلات بين البلدين التي يطغى عليها استيراد التجهيزات وتصدير المحروقات، 7،2 مليار يورو في نهاية 2006. وارتفعت بنحو 40% اي 528 مليون يورو في الثلاثة اشهر الاولى من 2008 مقارنة بنفس الفترة من عام 2007. وافادت الصحف ان زيارة ميركل تندرج في اطار توجه جديد للدبلوماسية الالمانية نحو المغرب العربي. ونقلت كوتيديان دوران عن ناطق باسم وزارة الخارجية الالمانية قوله نتفهم اليوم ان المغرب العربي ليس جار جيراننا بل هو جارنا ايضا . ووقعت الجزائروألمانيا على اتفاقيتين في مجالي الصناعة والتدريب. وجرت مراسم التوقيع بحضور ميركل، بين الشركة الألمانية أوروبول بفايدر الرائدة عالميا في مجال إنتاج الأعمدة الإسمنتية لنقل الطاقة الكهربائية والمجمع الجزائري الخاص سيفيتال المملوك للملياردير الجزائر يسعد ربراب. وتنص الإتفاقية الأولى على تبادل المهارات وإنشاء فرص عمل جديدة بالجزائر وتحقيق هدف تصدير الجزائر للأعمدة الإسمنتية. أما الاتفاق الثاني فيخص اتفاقية إطار تتعلق بالتدريب بين الشركة الألمانية كنوف انترناسيونال ووزارة التكوين(التدريب) والتعليم المهنيين، بهدف تحسين كفاءات العمال.