شكل حرمان الفنانة الشابة المغربية دنيا باطما من لقب المسابقة الغنائية «عرب إيدول» التي نظمتها القناة التلفزية (إيمبسي) حدثا هز مشاعر العديد من الفنانين ليس في المغرب، بل كل الوطن العربي في وقت إتفق فيه أغلبيتهم أنها الأحق باللقب لما أظهرته هذه المطربة الواعدة من دقة في الأداء ومهارة الانتقال في الطبقات الصوتية وإتقان في مسايرة الايقاعات والمقامات المختلفة للأغاني التي أدتها منذ أول حلقة حتى الحفل الختامي التي وصف فيها أعضاء لجنة التحكيم دنيا بأنها أميرة المسابقة وأجمل صوت عربي وهذه الشهادة قيلت قبل إعلان النتيجة التي جاءت مفاجئة للكثير بعد الإكتفاء بالقول بأن المنافسة كارمن سليمان من مصر هي الفائزة بأعلى نسبة من الأصوات دون الإدلاء بأي رقم يفيد أو يؤكد هذه النسبة. مما ترك أكثر من تساؤل عن دواعي هذا الغموض أو بالأحرى التستر الذي كان لابد من الإفصاح عنه بتقديم عدد الأصوات لكل من دنيا والمصرية كارمن التي لا ننقص من جمالية صوتها أو مهارتها هي الأخرى في الأداء، رغم أنها في إحدى حلقات هذه المسابقة إحتاجت إلى بطاقة إنقاذ من لجنة التحكيم وهو الشيء الذي لم يحصل لدنيا التي تجاوزت كل المراحل بامتياز وإعجاب دون حاجة لمجاملة أو إنقاذ. وكوننا نعلم ومعنا كل نظارة العالم العربي أن هذه المسابقة الغنائية لها رعاة لمنتوجات مختلفة من خلال مساهمات مادية جد هامة. فما نخشاه هو أن يكون لهذا الجانب تأثير لاعتبار هو أن هذه الشركات الراعية يهمها جانب السوق الذي تروج فيه منتوجاتها، والشرق الأوسط بحكم كثافته السكانية على كل حال ليس هو بالمغرب العربي لذلك كان الميل في الإختبار للمصرية مادام أن نتيجة الفوز وقع فيها الاكتفاء كما سبق بالإعلان أن نسبة التصويت كانت أعلى بالنسبة لكارمن المصرية دون تفاصيل ولا كم حصلت عليه كل من المتنافستين لإجلاء الغموض الذي لن ينقص من القيمة الفنية للمطربة دنيا باطما التي غنت وأبهرت بل أكدت أنها تتوفر على طاقة صوتية كبيرة قادرة على أداء أقوى القصائد الغنائية لأكبر الملحنين دون حرج سواء المغاربة منهم أو الشرقيين ولعل الأيام القادمة سوف تؤكد ذلك قريبا. أما إبعادها عن التتويج بمسابقة «عرب إيدول» فقد أفضى إلى حقيقة أكثر من مؤسفة مفادها أن الفن والتجارة شيئان متناقضان لا يمكن أن يسيرا جنبا إلى جنب ولكن في الأخير تفلس التجارة ويبقى الفن خالداً والتاريخ يشهد على هذا..!!