كنت في السابق محتارا في التعاطي مع إشكالية صرف أموال طائلة بهدف تمويل المهرجانات الفنية الكبيرة والضخمة التي تنظمها بعض الجهات أنتم تعرفونها طبعا فهناك فريق يعارض تنظيم هذه المهرجانات الباذخة التي تصرف عليها أموال طائلة تضر بالميزانية العمومية، بيد أن فريقاً آخر يرى جدوى تنظيمها باعتبارها إحدى مظاهر التعبير الفني الذي لا يعقل أن تطالب بعض الجهات المتحجرة بإلغائها ويضيف هذا الفريق أن الأموال التي تصرف تحصَّل بواسطة الاستثمار من طرف مؤسسات القطاع الخاص. ودون أن أدخل في تفاصيل قبول هذه المؤسسات التعامل بسخاء مع هذه التظاهرات في حين تحجب عن التعامل بنفس السخاء مع قضايا اجتماعية ، فإنني انتبهت بتركيز لما أثارته الأخت نعيمة بنيحيى خلال المناقشة المفيدة التي جرت أثناء تنظيم اللقاء الدراسي من طرف الفريق الاستقلالي، إذ أنه بغض النظر عما يثيره تمويل هذه المهرجانات من إشكاليات حقيقية، فإنه لا يجب أن ننسى أن المبالغ الخيالية التي يحملها الفنانون الأجانب والتي تصل بالنسبة لبعضهم إلى 300 مليون سنتيم لكل فنان تخرج من المغرب إلى الخارج، وهذا يضر برصيدنا الوطني من العملة الصعبة، هذا الرصيد الذي تبذل جهود جبارة للحفاظ عليه، خصوصا وأن المؤشرات الحالية تؤكد أن حجم هذا الرصيد في تراجع. أقترح حلا وسطا، نحافظ به على هذه المهرجانات، وذلك بالاعتماد أساسا على الفنانين المغاربة، وهذا سيدعم الفنان المغربي وسيمكننا من الحفاظ على رصيدنا النقدي من العملة الصعبة. ألا يستحق الفنان المغربي هذا الاهتمام.