تعززت لائحة المهرجانات السينمائية ببلادنا بمهرجان دولي جديد خاص بالأفلام الوثائقية و خاص أيضا بمدينة أكادير هو « المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بأكادير( (FIDA Doc_Sous الذي ستنظم دورته الأولى انطلاقا من يوم 4 نونبر 2008 و إلى غاية الثامن منه. تم إنشاء هذا المهرجان لعدة أسباب من أهمها تطوير ثقافة هذا الجنس السينمائي ، جعل الجمهور العريض يكتشف هذا النوع من الكتابة السينمائية المرتبطة بالواقع ، فتح نافذة على العالم و خلق فضاء لتبادل التجارب و الآراء و تكوين طلبة و عشاق السينما من أبناء المنطقة و للمخرجين و المنتجين المغاربة أيضا. هو مهرجان احترافي بأبعاد وطنية و دولية، و ملتقى يجمع بين مهنيي الشمال و الجنوب و يطمح إلى أن يصبح موعدا لكل الفاعلين في القطاع السينمائي و القطاع السمعي البصري. اختيار مدينة أكادير لاحتضان هذا المهرجان لم يكن اعتباطيا و إنما بهدف مواكبة و دعم تطورها الديموغرافي و الاقتصادي و السياحي ، و تطوير قطب سمعي بصري بهذه المنطقة السوسية. برنامج الدورة الأولى من هذا المهرجان يتضمن عدة فقرات تستجيب لرغبات الجمهور المتنوع، إذ يتضمن : مسابقة رسمية تشارك فيها أفلام وثائقية طويلة من مختلف أنحاء العالم، و قد تم اختيار 12 فيلما تمثل ما لا يقل عن 14 بلدا لتتويج الأجود منها بالجائزة الكبرى أو الجائزة الخاصة بلجنة التحكيم ، أو بجائزة الجمهور الأكاديري، و سيتم عرض البعض من هذه الأفلام الطويلة مسبوقة ببعض الأفلام الوثائقية القصيرة التي لها علاقة بها. كل أفلام المسابقة الرسمية ستعرض مسبوقة ببرنامجين قصيرين وثائقيين أحدهما من إنتاج التلفزة السويسرية و الآخر من إنتاج القناة الخامسة الفرنسية. كما سيتم على هامش المسابقة الرسمية عرض أفلام أخرى تتناول بعض المواضيع المحددة مثل حقوق الإنسان و حماية البيئة و الموارد الطبيعية و قضايا اقتصادية و سياحية، و التي ستناقش بحضور شخصيات لها علاقة بهذه المواضيع. البرنامج يتضمن أمسيات متنوعة ستخصص إحداها لذكرى المسيرة الخضراء التي تصادف اليوم الثالث من المهرجان( 6 نونبر) ، و أمسية موسيقية و أخرى عن نظرة السينمائيات النساء إلى الحياة اليومية للفلسطينيين مع تكريم للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش. موازاة مع كل هذا ستعرض للجمهور أفلام وثائقية في الهواء الطلق ببعض الأحياء بمدينة أكادير و نواحيها ، و ستخصص حصص تكوينية لفائدة التلاميذ في مجالات التربية على الصورة لتمكينهم من القراءة الجيدة للصورة و فهم خطابها، إضافة إلى ورشات تكوينية لفائدة الطلبة يتعلمون فيها كل المراحل التي يتطلبها إنجاز فيلم وثائقي من الكتابة إلى العرض. سيخلق هذا المهرجان كذلك فرصا للمخرجين و المنتجين المغاربة للاستفادة من تجربة بعض المحترفين الأجانب، و سيحتضن مائدة مستديرة مهمة ينظمها المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية حول إنتاج و توزيع الفيلم الأمازيغي.