izk هو إختصار ل «الإتحاد الزموري للخميسات» الفريق الذي يلعب في البطولة الاحترافية ويقدم 100 درهم منحة للفوز خارج الميدان على بطل أبطال إفريقيا المغرب الفاسي، وهو الفريق أيضا الذي يخسر أسبوعا بعد ذلك بثلاثة أهداف لواحد أمام شباب الريف الحسيمي، وهو الفريق أيضا الذي يعجز عن تدبر مصاريف البنزين للعودة من الحسيمة إلى الخميسات، وهو الفريق الذي لجأ فتيانه في الحسيمة إلى جيوبهم وأريحية عابري الطريق لكي يعودوا إلى مدينتهم، وهو الفريق الذي نافس على البطولة الوطنية قبل سنوات قليلة ولعب في عصبة الأبطال الإفريقية، وهو الفريق أيضا الذي وزع لاعبيه وأطره التقنية على فرق أخرى وطنية وأجنبية لتصنع بهم البطولات وأمجادها، وهو الفريق الذي لا محتضن له والذي يعيش على الدعم والمنح وسط سوء تدبير إداري ومالي فاضح، وهو الفريق الذي تقف السلطات المحلية حيال وضعه موقف العاجز. هذه وضعية فريق في بطولة الاحتراف، فلماذا نملئ الدنيا ضجيجا بالحديث عن إقصاء المنتخب الوطني من كأس إفريقيا، ونرغد ونزبد على راتب الناخب الوطني، في الوقت الذي يوجد فيه فريق ضمن البطولة الإحترافية يسير بعقلية الهواة بشكل مؤسف، ويقدم بيانات كاذبة عن توفر الشرط المالي المتمثل في 900 مليون سنتيم، لكن هل هذا وحده وجه الصورة الحقيقية لما يجري؟ ألا يعيش الفريق منذ نهاية الموسم الماضي على وقع صراع بين تيارين يتمسكان بشرعية تمثيلهما للفريق، وكيف تعجز السلطات المحلية والجامعة الملكية لكرة القدم، على معالجة هذه الوضعية، وظلت سنة كاملة تتفرج على فريق يزخر بالكثير من الطاقات وهو يتخبط في مشاكل داخلية، ولا تتحمل مسؤوليتها في إنقاذ مصير عدد من الشبان الموهوبين، الذين يقتل فيهم الأمل كل يوم، ومع هذا القتل اليومي يصبح المستقبل عبارة عن سراب، وعندما يصدق الشباب أنهم في بطولة احترافية فإنهم يرمون بمصيرهم كله في أنفاس الكرة، وبالتالي تصبح المصيبة أعظم. وضعية الاتحاد الزموري للخميسات، تدفعنا إلى إثارة موضوع غاية في الأهمية يتعلق بتمويل الكرة في بلادنا، حيث أن هناك مالا عموميا يتم توزيعه على الفرق الوطنية بشكل غير عادل، وهذا المال يخص المؤسسات العمومية ذات الطابع الاقتصادي والتي تحولت إلى محتضن لعدد من الفرق بكيفية غير عادلة، علما أن الأموال التي تضخها في مالية فرق بعينها إنما هي أموال عمومية، يجب أن توجه لتطوير الرياضة وكرة القدم بشكل عادل بين فرق ومناطق البلاد، والخطير في الأمر هو عندما تصبح علاقات ومواقع معينة هي من يحكم احتضان هذا الفريق أو ذاك، والنتائج لا قيمة لها في هذا الإطار، ففريق مثل الفتح الرباطي يتوفر دائما على محتضنين من العيار الثقيل ليس أقلهم صندوق الإيداع والتدبير، حتى لو نزل الفريق إلى القسم الثاني، في المقابل نجد مثلا فريق الإتحاد الزموري للخميسات يفوز بوصيف البطل ويمثل المغرب في عصبة الأبطال الإفريقية، ومع ذلك لا من محتضن...إن الأمر يطرح علامة إستفهام كبرى يحخب أن تعالج عن طريق قانون ينظم هذا الدعم الذي يخضع اليوم إلى المزاجية والعلاقات الشخصية أكثر من أي شيء آخر. إن مؤسسات مثل المكتب الشريف للفوسفاط وصندوق الإيداع والتدبير و المكتب الوطني للسكك الحديدية وبريد المغرب والعمران والبنوك التابعة للدولة والشركات العمومية، مطلوب منها أن تقدم الدعم لجامعة الكرة وهذه الأخيرة توزعه بشكل عادل على الفرق الوطنية، ويبقى لهذه المؤسسات تخصيص منح للفرق المتفوقة والتي تمثل المغرب في منافسات قارية ودولية، أما أن يتم توزيع أموال المغاربة بشكل تمييزي بين الفرق الوطنية، فهذا الأمر يجب أن ينتهي بصفة نهائية وبشكل آني، بدل أن تتحول هذه الممارسة إلى «حكرة» ممنهجة اتجاه مناطق بعينها.