طرح المنتدى العالمي حول الأمن الغذائي الذي انطلقت أشغاله زوال الأربعاء الماضي عددا من الإشكاليات حول مستقبل العالم على مستوى توفير الغذاء. وخلال الجلسة الأولى المخصصة لتحديات الأمن الغذائي، أبرز المتدخلون إشكاليات الاستقرار السياسي في علاقته مع الأمن الغذائي وتأثير الأزمة الاقتصادية على أسعار المواد والضغط على القادة السياسيين لتحقيق أمن غذائي قوامه المساواة في الولوج إلى الغذاء. واعتبر كل من موسى سيك مستشار الرئيس السنيغالي وكريستوفر دلغادو مدير برنامج الزراعة والأمن الغذائي بالبنك الدولي وسوامينتان عضو المجلس الاستشاري للحكومة الهندية أن العالم يواجه تحدي رفع الإنتاج في العقود المقبلة لتفادي التطاحن والاضطرابات بل وحتى الحروب، داعين إلى ضرورة انخراط القطاع الخاص في مجال إنتاج الغذاء ومراجعة الحكومات لميزانيات الفلاحة كي تصبح قطاعا سياديا وقاطرة للقطاعات الأخرى. وتم التأكيد في هذه المداخلات على ضرورة مد اليد لإفريقيا باعتبار معاناتها مع المجاعة، وهي وضعية مرشحة للتفاقم. كما وضعوا الكرة في ملعب مجموعة الثمانية ومجموعة العشرين من أجل إيجاد الحلول المنطقية والجادة للأمن الغذائي الذي يصل درجة قصوى من الخطورة علما أن العالم تمكن من كسب تحديات مقاومة الأوبئة والأمراض الفتاكة. وأكدوا أن التقدم التكنولوجي وعامل المكننة لم يلج مجال الفلاحة بالشكل المطلوب وهو ماله الأثر المباشر على معدل الإنتاج، فضلا عن مشكل تخزين المواد الغذائية التي تضيع بمعدل 50 في المائة في إفريقيا بسبب هذه الإشكالية. إلى ذلك أوضح عزيز أخنوش وزير الفلاحة أن المغرب خطا خطوات مهمة في مجال الأمن الغذائي عبر نهج استراتيجية مندمجة أحد مقوماتها النهوض بالعالم القروي واعتماد زراعات بديلة لتوفير فرص الشغل. وسجل أن المفاوضات على مستوى القطاع الفلاحي أضحت صعبة بسبب النظام الحمائي الذي تنهجه الدول داعيا إلى ضرورة الانفتاح وإدراك منافع التبادل والتعاون واستغلال مواطن قوة كل جهة، مضيفا أن بعض المفاتيح في تحقيق الأمن الغذائي هي البحث العلمي الزراعي والاستثمار خاصة من القطاع الخاص وتكتل المهنيين لتجاوز مشكل تشتت الضيعات وصغر حجمها حيث توجد في المغرب مليون ونصف مليون استغلالية فلاحية. وأكد في الأخير أن المغرب يضع خبرته الفلاحية رهن إشارة شركائه في إفريقيا وذلك من منطلق ثقته في قدرة هذه الدول على توفير الغذاء لشعوبها. هذا وقد ثمن مصطفى التراب المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط والذي يعود لها فضل إنشاء المنتدى العالمي للأمن الغذائي، هذا الملتقى لتقاسم الأفكار والآراء والتجارب، مؤكدا الإرادة على المساهمة في تقديم الحلول الجدية والإبداعية لما يؤرق العالم من مشاكل على مستوى الأمن الغذائي والذي تدور في محيطه قضايا أخرى كالصحة والتعليم والتنمية المستدامة والحفاظ على البيئة.