أعلنت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» أن الشمس أطلقت عاصفة مغناطيسية باتجاه الكواكب السيارة ومن ضمنها كوكب الأرض أمس ويتوقع أن تصل الأرض نهاية الأسبوع الحالي. وهذه العاصفة الشمسية التي تعتبر قوية نسبيا، سببها ظهور بقعة شمسية عملاقة على سطح الشمس رقمها التصنيفي AR1429 لها تأثيرات على الأقمار الصناعية وسفن الفضاء والاتصالات الفضائية ورحلات الطيران خاصة في المناطق القريبة من القطب الشمالي، وتؤثر أيضا على شبكة الكهرباء، كما يتوقع أن تظهر نهاية الأسبوع الحالي ظاهرة «الشفق القطبي» Aurora وهي عبارة عن ظاهرة سماوية طبيعية تحدث نتيجة تفاعل الجسيمات المشحونة كهربائيا المرافقة للعاصفة الشمسية مع المجال المغناطيسي الأرضي. وتحدث العاصفة الشمسية نتيجة للانفجارات النووية في الشمس، وتنطلق بسببها نحو الفضاء رياح شمسية يصل مداها إلى معظم الكواكب السيارة، ولكن تقل كثافتها كلما ابتعدت عن الشمس. وتتكون الرياح الشمسية نقسمها إلى قسمين رئيسيين:. 1- رياح شمسية على شكل إشعاعات تسير بسرعة الضوء وهي الضوء المرئي والأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية والأشعة تحت الحمراء، والأشعة الراديوية. 2- رياح شمسية على شكل جسيمات مشحونة كهربائياً وإلكترونات وأيونات وتسير بسرعة بطيئة نسبياً، وتحتاج إلى بضعة أيام أو حتى أسابيع للوصول إلى الكرة الأرضية. ومن خلال الدراسات التي أجريت على الرياح الشمسية، وجد العلماء أن للرياح الشمسية تأثيرا واضحا على الكرة الأرضية مثل الاتصالات وخاصة الاتصالات الفضائية أي مع الأقمار الصناعية ويحدث فيها تشويش، وقد تنقطع الكهرباء في بعض الأماكن مثلما حدث في مدينة «كوبك» Québec سنة 1989 ،كما تزيد من ظاهرة الشفق القطبي، وتؤثر على التغيرات المناخية على الأرض وعلى رواد الفضاء والمركبات الفضائية، كما تؤثر على طبقة الأوزون حيث تزداد الثقوب فيها، وبالتالي تسمح بدخول كمية أكبر من الأشعة الفوق بنفسجية وهي الأشعة المسؤولة مباشرة عن أمراض سرطان الجلد وفقدان البصر. يذكر أن الشمس ستمر في ذروة نشاطها الشمسي ضمن دورتها الشمسية الكبرى التي تحدث كل 22 عاما في نهاية العام 2012 الحالي، حيث لاحظ العلماء أن الشمس بدأت تزيد من نشاطها المغناطيسي مع ظهور بقع شمسية ضخمة، وهذا مؤشر على أن الشمس على أعتاب الذروة الشمسية بالفعل. يذكر أن آخر عاصفة شمسية ضربت الأرض كان يوم 25 يناير الماضي.