في مؤتمر صحفي عقده المستشار "مصطفى عبد الجليل" رئيس المجلس الوطني الإنتقالي الليبي بالعاصمة الليبية "طرابلس" يوم أمس الثلاثاء وصف ما حدث أمس في المؤتمر التأسيسي الذي تم خلاله اختيار "أحمد السنوسي" رئيسا للمجلس الإنتقالي، والذي عقد بإقليم "برقة" شرق "ليبيا" بأنه "بداية لمؤامرة على "ليبيا" والليبيين". وطالب "عبد الجليل" الليبيين إلى التحلي بالصبر والرؤى الثاقبة وأن يتبصروا لمستقبلهم حول ما طرح هذا اليوم بمدينة "بنغازي". وأضاف أن المجلس الإنتقالي الليبي يتعجب من الأصوات التي تنادي بتقسيم "ليبيا".. واصفا ما جاء في بيان مؤتمر دعاة الفيدرالية بأنه "بداية مؤامرة على "ليبيا" وعلى الليبيين". ودعا الليبيين إلى الإلتفاف حول المجلس الوطني الإنتقالي الليبي صاحب الشرعية المحلية والدولية كممثل شرعي ووحيد للشعب الليبي. وأوضح "عبد الجليل" أن الحكومة الإنتقالية تسعى جاهدة إلى تأسيس دولة لا مركزية قوامها أكثر من 50 مجلسا محليا في كل "ليبيا".. موضحا أن الميزانية التي يتدارسها المجلس حاليا ستوفر كل الإمكانيات لكل هذه المجالس من أجل مستقبل مشرق يسوده الوئام والإزدهار والمساواة بين جميع الليبيين. ومن جانبه، صرح الناطق الرسمي بإسم المجلس الوطني الإنتقالي الليبي "محمد الحريزي" بأن الإعلان عن أن نظام الإتحاد الفيدرالي ل"ليبيا" يعد خيارا لإقليم "برقة" يعد خروجا عن الشرعية والمجلس الوطني الإنتقالي الذي اعترف به الليبيون ودول العالم والمنظمات الدولية على أنه الممثل الرسمي والشرعي للشعب الليبي . وقال "الحريزي" في مقابلة مع قناة "ليبيا الحرة" مساء أمس الثلاثاء "إن هذا الإعلان لا يمثل المنطقة الشرقية التي خرج سكانها في مدن "بنغازي" و"البيضاء" و"درنة" و"الكفرة" و"طبرق" ضد الفيدرالية والتقسيم، وأعلنوا أنهم مع الوحدة الوطنية و"ليبيا" موحدة. وأضاف "لا نعتقد أن الشارع الليبي سائر في هذا الإتجاه، ولا يجب أن نحمل المنطقة الشرقية ما حدث، لأن الشارع حاليا في "بنغازي" و"البيضاء" وكل مدن "ليبيا" يعبر عن رفضه لهذا بالكامل، ومعظم مؤسسات المجتمع المدني ترفض هذه الفكرة أيضا. من ناحية أخرى، تجمع عدد كبير من نشطاء المجتمع المدني والمثقفين وأئمة المساجد بميدان "التحرير" بمدينة "بنغازي" للتعبير عن رفضهم المطلق لما أقره دعاة الفيدرالية في مؤتمرهم الذي عقد بوقت سابق يوم أمس.. وأكد المجتمعون في المؤتمر أن النظام الفيدرالي الذي يطالب به نفر قليل هو خطوة على طريق محاولة تقسيم "ليبيا" وإرجاعها إلى عشرات السنين إلى الوراء. وأبدى المشاركون تخوفهم من خطورة وأهداف الذين يدعون إلى الفيدرالية وخاصة في هذا الوقت الذي تحتاج فيه "ليبيا" إلى بذل كل جهد لتحقيق استقرارها وأمنها بعد التضحيات الجسام التي قدمها أبناءها لتحريرها من النظام الليبي السابق.