قامت لجنة ملكية، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، بتوزيع الهبات الملكية على زوايا الأقاليم الجنوبية، وذلك بمناسبة إحياء الذكرى 13 لرحيل جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني، وتأكيدا على استمرارا الرعاية الخاصة التي يوليها العرش العلوي المجيد لشرفاء الزوايا ومريديهم والمنتسبين لهم بكل بقاع المملكة. وزارت اللجنة الملكية، التي كانت مرفقة يومه الأربعاء في السمارة بوفد رسمي رفيع المستوى ضم شخصيات عن وزارة الأوقاف والسلطات المحلية و القوات المسلحة الملكية لمدينة السمارة و شيوخ القبائل الصحراوية وأعيان المنطقة، بزيارة ضريح الشيخ الركيبي سيدي أحمد أوموسى، وضريح جده الرابع الشيخ سيدي احمد الركيبي، وضريح سيدي احمد لعروسي، و ضريح الحاج احمر اللحية الركيبي و كذا زاوية الشيخ ماء العينين. وجاء لاستقبال اللجنة الملكية خلال زيارتها لضريح الشيخ سيدي أحمد الركيبي، شرفاء الزوايا المذكورة وحفدته من اركيبات البيهات وأولاد داود وأولاد موسى وأل الشيخ وممثلين عن قبائل العروسيين وباقي قبائل التكنة وأحفاد الشيخ ماء العينين، سواء المقيمين في السمارة أو القادمين إليها من بوجدور و العيون، وتم خلال حفل الزيارة تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم بعدها قراءة برقية اللجنة الملكية التي ربطت الزيارة بالذكرى 13 لرحيل المغفور له الملك الحسن الثاني، وأكدت على العناية الفائقة التي يوليها صاحب الجلالة ملك البلاد محمد السادس لمريدي ومنتسبي زاوية الولي الصالح سيدي احمد الركيبي وباقي الزوايا بتراب الصحراء المغربية، وتشجيع جلالته لمواصلة دورها العلمي في المنطقة، وذلك جريا على عادة أسلافه الميامين. كما رفعت أكف التضرع إلى الباري سبحانه وتعالى للترحم على روح المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما، وفي ختام الحفل قرأت برقية الولاء و الإخلاص التي رفعها شرفاء الزاوية إلى السدة العالية بالله، وذكر مقدم الزاوية نيابة عن باقي الشرفاء بالدور الذي لعبته الزوايا في الأقاليم الجنوبية في تاريخ المغرب العريق وارتباطها القوي بالعرش العلوي المجيد، معبرين عن امتنانهم على هذه الالتفاتة الجليلة، التي دأب جلالته على تخصيصها للزاوية، إلى جانب عدد من الزوايا بالمملكة، سيرا على سنة أسلافه الكرام، مجددين بالمناسبة تشبثهم بالبيعة الشرعية التي في أعناقهم وإخلاصهم للعرش العلوي المجيد، وتجندهم وراء جلالة الملك محمد السادس للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة وصيانة مقدساتها. بعد زيارة اللجنة الملكية لزاوية الشيخ ماء العينين توجهت نحو مدينة العيون لاستكمال زيارة باقي الزوايا، وحطت الرحال يوم الخميس الماضي بمدينة الداخلة لتسليم هبة الوالي الشيخ محمد المامي، وذلك خلال حفل اقليم بمنزل عامل إقليم أوسرد بالداخلة و حضره على الخصوص السيد لحسن أبو لعوان عامل الإقليم ورئيس المجلس الإقليمي ومندوب الأوقاف والشؤون الإسلامية بالإقليم، وممثلي السلطة المحلية وشيوخ واعيان المنطقة بالإضافة إلى حفدة الوالي المامي مريدي ومنتسبي الزاوية. وكعادتها أقامت زاوية الشيخ محمد المامي بهذه المناسبة حفل ديني عند ضريح الولي الشيخ محمد المامي بجماعة تشلا إحياء لذكرى وفاة المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه. وفي تصريح لجريدة "العلم" أكد الداودي محمد أحد العائدين المنتمي لركيبات أولاد داود، أنه من بين المفارقات الغريبة أن الجزائر تنظم احتفالات دينية في هذا الشهر لإحياء ذكرى الوالي سيدي احمد الركيبي رغم أن جثمانه مدفون في تراب السمارة، وتسخر له الأموال الطائلة كل ذلك للفت الانتباه وترسيخ روابط الصلة بين اركيبات الجزائر واركيبات المغرب، وأضاف أن هذا النوع من المناورات السياسية- الثقافية ليست بالجديدة على النظام الجزائري وعلى جبهة البوليساريو، من أجل القفز على الأحداث لإنجاح أطروحة البوليساريو وتمديد فترة النزاع حول الصحراء المغربية إلى أقصى أمد. وللتذكير فإن عدد الزوايا الركيبات الموجودة في تراب السمارة وحدها هي خمسة على الأقل وهي: زاوية الشيخ سيدي أحمد اركيبي، زاوية الشيخ سيدي احمد أوموسى، زاوية الشيخ أحمر اللحية، زاوية الشيخ بلاول، زاوية الشيخ إبراهيم بن عبد الله، دون الحديث طبعا عن باقي الزوايا المنتمية شيوخها لقبائل صحراوية أخرى مثل زاوية الشيخ سيدي أحمد لعروسي وزاوية الشيخ ماء العينين.