يختتم وفد من الشرفاء العلميين من شمال المغرب، اليوم السبت، "زيارة روحانية" لأبناء عمومتهم بالأقاليم الجنوبية، امتدت من31 مارس الماضي إلى 9 أبريل الجاري، لإحياء وتأكيد الروابط التاريخية والروحية العريقة بين سكان الجنوب والشمال، حسب رئيس الوفد ونقيب الشرفاء العلميين، عبد الهادي بركة. وفد الشرفاء العلميين وممثلين عن قبيلة الركيبات في زاوية سيدي أحمد الركيبي (خاص) وقال بركة، في تصريح ل"المغربية"، إن "الزيارة الروحانية والوطنية شكلت جسرا للتواصل بين الشرفاء العلميين بشمال المغرب وأبناء عمومتهم، من حفدة القطب الصوفي مولاي عبد السلام بنمشيش بمختلف الأقاليم الجنوبية، على مدى 10 أيام"، مشيرا إلى أن الوفد نظم زيارات ميدانية لجل المدن والقبائل الصحراوية، تميزت بعقد ندوات فكرية، وحلقات من الذكر والأمداح النبوية، بمختلف زوايا وأضرحة الشرفاء الصحراويين، خصوصا زاوية ماء العينين، وأضرحة سيدي أحمد العروسي، وسيدي أحمد لغظف، وسيدي أحمد الركيبي، تحقيقا للروابط الروحية والتاريخية التي تربط شرفاء الشمال بأبناء عمومتهم من شرفاء الجنوب. وأضاف أن مدينة المجاهدين، السمارة، احتضنت ندوة، نظمت بتنسيق مع المجلس العلمي المحلي، حول موضوع "قيم المواطنة ودورها في صيانة الوحدتين الترابية والمجتمعية للمملكة الشريفة"، بمشاركة باحثين وعلماء من شمال المغرب وجنوبه. وتحدث أحمد أيت عباس، رئيس المجلس العلمي المحلي ومندوب الشؤون الإسلامية بالسمارة، في الندوة، عن عمق الروابط التاريخية والوطنية، التي تجمع شمال المغرب بجنوبه، ودور الأولياء والصلحاء في هذه الروابط، مؤكدا دور الزوايا الدينية في تقوية وتمتين الجبهة الداخلية، وفي صيانة مقدسات وثوابت الأمة. في السياق ذاته، أبرز عبد الهادي بركة، نقيب الشرفاء العلميين، أبعاد الزيارة، خصوصا إلى مدينة السمارة، التي تزخر بالعديد من الشخصيات الروحة والصوفية، أمثال سيدي أحمد الركيبي، وسيدي أحمد لعروسي، وزاوية ماء العينين، مشددا على الدور التاريخي لرجالاتها في الدفاع عن وحدة المغرب واستقلاله، وعلى دور جلالة الملك محمد السادس في مد الجسور بين كل أطراف المملكة، خصوصا بعد الخطاب الملكي ليوم 09 مارس الماضي، الذي قال بركة إنه يعد "مؤشرا حقيقيا على رغبة جلالته في النهوض بكل شبر في المغرب، وتحقيق تقدمه"، مؤكدا ضرورة التشبث بالوحدة الدينية والوحدة الوطنية، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لاستقرار المغرب وتقدمه. من جهته، تناول اللطيف حدوش، عضو المجلس العلمي لمدينة طنجة، بالتحليل إمارة المؤمنين، باعتبارها صفة خاصة بجلالة الملك في العالم العربي، مبرزا مزاياها وضرورتها للحفاظ على الهوية والثوابت، لأنها "صفة دينية وليست سياسية، إذ ترتبط بالإمامة الكبرى، التي تستمد منها إمارة المؤمنين دورها في توحيد الأمة، وجمع شملها". وركز عبد الكريم الطرماش على الخطاب الصوفي، الذي قال إنه يقوم على لغة القلوب، مؤكدا أن المرجعية الدينية أداة قوية، لانطوائها على قيم الإنصاف التي تنعكس على السلوك، وعلى الثقافة الجهوية الموسعة، التي تخدم الصالح العام. وأبرز الطرماش مختلف الأدوار، التي لعبتها الزوايا في المغرب، بدءا من تكريس مفاهيم المواطنة، وحماية الذات، وتبسيط الخطاب الصوفي، وتقريبه من الجميع، باعتباره "سلوكا إنسانيا، يهذب النفس، ويطهر الروح".