أكدت دراسة فرنسية مغربية على أن المغرب حقق تطورا مهما في المجال الصحي بجميع الأقاليم. وتشير هذه الدراسة التي قدمت مؤخرا بفاس في إطار ندوة نظمت حول تقييم برنامج التعاون بين الجامعات الفرنسية والمغربية (وليلي) أن المناطق شبه المعزولة بالمغرب مثل هضاب الأطلس الكبير استفادت من هذا التطور. وأشار الباحثون أنه رغم الظروف الطبيعية والعوامل غير الملائمة بهذه الهضاب المتواجدة جنوب مدينة مراكش فإن نسبة وفيات الأطفال في السنين الأخيرة عرفت انخفاضا قدرت نسبته ب80 في المائة. وجاء في هذه الدراسة أن هذه المؤشرات تعكس التحسن الكبير للحالة الصحية لسكان هذه الهضاب بفضل الإجراءات المتخذة من طرف المنظومة الصحية في مجال التحسيس بأهمية استعمال الوسائل الحديثة لمنع الحمل وتلقيح الأطفال. وحسب الدراسة فإن حوالي60 بالمائة من النساء المتزوجات يستعملن حاليا وسائل منع الحمل و50 بالمائة يستعملن الطرق الحديثة, مذكرة كذلك أن أكثر من80 بالمائة من الأطفال المزدادين سنة2000 تلقوا تلقيحا كاملا ضد الأمراض الستة. ومن جهة أخرى, تشير الدراسة أن النسبة الضعيفة للولادات التي تتم داخل المراكز الصحية رغم التطور الحاصل تقف عقبة في متابعة الحالة الصحية للطفل والأم وتساهم بشكل كبير في نسبة وفيات الأطفال والأمهات. وتؤكد الدراسة أن التقدم الضعيف في هذا المجال يدعو إلى ضرورة وضع استراتيجية من أجل تشجبع الولادات داخل المستشفيات والتغلب على العقبات الثقافية والاقتصادية في هذا المجال. وحسب الدراسة فإن خلق مراكز صحية ومستشفيات بهذه المناطق أصبح ضروريا من أجل المساهمة في تحسيس المواطنين بأهمية منع الحمل وتنظيم الأسرة.