ثأر تفجّرتْ في عُنفوانِ شبابِِه وقاحتُه النّابحة، وجُرْأته وصلفُه الفاضح. يُشاكِس الرّجال. يذكي جذوةَ غضَبهم بحَطَب تنطُّعاته. يتحرّش بكلّ ذاتِ ثَديٍ. يُمْطر أصائل خَفَرِها بنيازك سفاهته. يَلوكُ أعْراضَ النّاسِ ويرْمي المُحصنات. بعد سنوات من زواجٍِ أثْمَر سبْعَ بنات، خبا وهَج حَرْفه و غدا أشهرَ من نار على علم. نسجْن له من وَبَر الشَّنار جِلبابا. كلّما خرجَ من داره مشى مُطأطئ الرّأس وقد جلّله (بقُبّه). انفجار يبْتَلعُ بماء»سَوْفَ.»كلَّ ما يغيظُه من تضْييق على حريته، وعتاب قاس، أو كلِمات موجِعَة تصْدر عن والديه. يوجّه رياحَ انفعاله وانتقامه نحو دوْح الغَد السادرات ظلاله. وذاتَ شباب تَقَيّأَ عليهم ما أشْبعوه به في طفولَته ومراهقَته. بات الحيّ يلوك خُطْبَته العصْماء ، غير منقّحة ومزيد فيها. القَاعِدةُ والاسْتِثْناءُ تَكوّم في زَورَق النّسيان. ترك في الشّط المُجْحِف أبويْن تَهزّ رمالَ شيخوختهما بوارحُ الجفاء. في غبش النّكران تَغاطَش عنْ أيادٍ بيضاء احتضنتْ أمْشاجُه. احتملتْ آلامَها وكانت عُكّازا لكسَحِه في شِعاب الضّياع ومهاوي الأسى. بأنامل آمالها نسجتْ خيوطَ فجْره. عبّدتْ بِكدّها المسْتميت مسْلكه المحفوف بالأدواء والأرزاء حتى أصْبح بتلك القامة. أوصَد بابَ الماضي ورمى بدفتر ذكرياته في الضفة الأخرى. لم يحتفظ إلا بصفحة عليها بصْمَةُ الصّفعة الوحيدة التي تلقاّها من أبيه يوم شَهَر في وجْهيهما نصْلَ التّحدّي. الضحية / الأضحية يتسنّم شَماريخَ الْكَرى، فَيُدْمي حلَمَه الحافيَ حَسَك الضّنك. ينْقلِبُ إلى أوْهامِه لِيَعُدّها عكْسيا، فتشْرد كَعيسٍ بلا حُداةٍ. يوغِلُ في مساربِ المنْطق لِيُبََرّر كَيْنونَتَه. يَحْفرُ، ويحْفر بما اجْتَرحَ من أذواتٍ فطْريّة، فيُدركُ أنّه ظَبْيةٌ شَهلاءُ.. الالتِزاماتُ تَتقَفّاهُ بِحابِلِها ونابِلِها. الوقت سلوقيّ يَحوشُه. تُحاصِرُه شِباكُ اليأسِ و تُطْبقُ عليه نُسورُ العَوَزِ. انْسلّ من فراشِه الحارِقِ. خَرج إلى فناء الدّار. صَعد فوق الكرسي. أحْكَمَ شَدّ الحبْلِ في أحَد الأسْلاكِ. تَحَسّسَ رَقَبَتَه. تَأمّلَ الأُنْشوطَةَ. وقبْل أن يُدْخِلَ رَأسَه فيها، اسْتَحْسَنَ أن يَتركها لِيُعَلّقَ فيها كَبْشُ عيد الأضْحى. ولكن من أين له ولو حتّى ثمنُ ديكٍ؟