كشفت الصحف البلجيكية الصادرة أمس أن إطلاق سراح زعيم الجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة و عقلها المدبر المدعو عبد القادر حكيمي يأتي في أعقاب رفض العدالة البلجيكية طلب تسليم من تشتبه السلطات المغربية في صلته بأحداث16 ماي 2003 الدموية بالبيضاء . و كان حكيمي و هو من القيادات الحركية للجماعة الاسلامية المغربية المقاتلة قد أدين من طرف محكمة بالعاصمة البلجيكية بثمان سنوات سجنا بتهمة تقديمه الدعم و المساعدة لمنفذي اعتداءات مدريد سنة 2004 غير أن السلطات المغربية وجهت طلبا لنظيرتها البلجيكية لتسليمها المشتبه في التورط في تفجيرات 16 ماي الارهابية بالبيضاء التي خلفت 45 قتيلا ، وهو ما عطل إطلاق سراح الشخص المثير للجدل الذي كان موضوع متابعة دقيقة للأجهزة الأمنية لأكثر من بلد حل به حكيمي بوثائق هوية مزورة . و تعود جذور تأسيس الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة الى السودان على يد المغربي »عبد الله تبارك« الذي تقدمه كثير من الأجهزة الأمنية الغربية باليد اليمنى لاسامة بن لادن وقد قضى تبارك سنوات بمعتقل «غوانتنامو» قبل أن يسلم إلى المغرب سنة 2005، وقد برأه القضاء المغربي من كل التهم الموجهة إليه، بما فيها تأسيسه ل «الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة». و قد بادر عدد من المغاربة، الذين تلقوا تدريبات عسكرية في معسكر «الفاروق » في أفغانستان التابع للقاعدة، إلى تأسيس «الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة» على شاكلة «الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة » التي وفرت في البداية، غطاء تنظيميا للكثير من نشطاء السلفية الجهادية المغربية. ولم يتم تداول اسم «الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة»، أمنيا وإعلاميا، في المغرب إلا بعد اعتداءات 16 ماي 2003 التي استهدفت مدينة الدارالبيضاء. وركز الإعلام الإسباني أيضا عليها مباشرة بعد اعتداءات مدريد بتاريخ 11 مارس 2004 وبادرت الحكومتان الأمريكية والبريطانية بعد ذلك إلى إصدار قرارين يتعلقان بتجميد أرصدة قادتها.