بدأت محاكمة خمسة أشخاص اعتبروا مقربين من التيار الإسلامي المتشدد، يوم الاثنين الماضي، أمام محكمة الجنايات الخاصة بباريس وذلك بتهمة الاستيلاء على مليون يورو، قالت جهة الاتهام أنها هدفت لتمويل الإرهاب. ويمثل حتى الثاني من يوليو القادم، أمام هذه المحكمة المؤلفة من قضاة محترفين، أربعة متهمين هم : الفرنسي فريد غوستاف والفرنسي المغربي حسن البواشي والإخوان الجزائريان جمال وزين الدين خالد. كما يحاكم غيابيا عبد الناصر بن يوسف الفار إلى الجزائر التي ولد فيها، غير انه ترعرع في فرنسا. والمجموعة ملاحقة بتهمة «السرقة كعصابة منظمة»، وهي جريمة تقليدية في مجال السطو، وأيضا بتهمة «تشكيل عصابة أشرار لغايات إرهابية» و»تمويل الإرهاب». ويشتبه في علاقة بعض المتهمين بالجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية السلفية المرتبطة بالقاعدة التي يشتبه في أنها كانت وراء اعتداءات مدريد (191 قتيلا في 11 مارس 2004) والدارالبيضاء (45 قتيلا في 16 مايو 2003). وتعود الوقائع إلى الأول من مارس 2004 حين تمت سرقة أكثر من مليون يورو من خزائن وموزعات آلية مصرفية من عدد من الفروع المصرفية في سان سان ديني بضواحي باريس، ولم يعثر البتة على تلك الأموال.وزعم حسن البواشي الموظف لدى الشركة التي تزود الصرافات الآلية بالنقد، في البداية، انه تعرض للخطف والتعذيب من قبل ثلاثة مجرمين اجبروه على تسليم ما معه من أموال. غير أن غوستاف الفرنسي الذي اعتنق الإسلام، وتم توقيفه في قضية أخرى على علاقة بأعمال إرهابية، اعترف للمحققين بان عملية الخطف تم اختلاقها وان البواشي شارك في عملية السرقة مع زين الدين خالد وعبد الناصر بن يوسف. وبحسب الاتهام، فان بن يوسف على علاقة بالجماعة المقاتلة المغربية، وكذلك شقيق حسن البواشي مصطفى البواشي الذي حكم عليه بالسجن عشر سنوات للمشاركة في تقديم دعم لوجستي لمنفذي اعتداء الدارالبيضاء. وكان حكم على زين الدين خالد بالسجن عشر سنوات في قضية اعتداءات إسلامية في فرنسا عامي 2001 و2002.