علمت "العلم " من مصدر موثوق من داخل المخيمات أن الفنان المعارض الناجم علال، قاد صبيحة يوم السبت المنصرم على هامش المؤتمر الشعبي للجبهة الذي وصفه بالمهزلة في زمن الربيع العربي، مسيرة احتجاجية من مخيم 27 فبراير حيث مقر سكناه نحو الرابوني، رافضا بشدة قرار الإقامة الجبرية التي فرضتها عليه قيادة البوليساريو قبل يومين من استئناف مؤتمرها الشعبي، ورافق الناجم مجموعة من المعارضين للقيادة والمقاطعين لمؤتمرها المسرحية، للاعتصام أمام مقر بعثة غوت اللاجئين مطالبين بحضور الإعلاميين الدوليين الحاضرين لتغطية المؤتمر المرفوض من طرف جل المحتجزين. والجديد في قضية بلبل المخيمات، والذي فجر بألبومه الثوري "شباب التغيير"، خبايا فساد قيادة الرابوني، دعا فيه الصحراويين في المخيمات بدعم مبادرة الحكم الذاتي كخيار واقعي يخرجهم من قبضة المجهول وحالة الشتات والعودة إلى أرض الوطن، محرضا شيوخ البيهات بمؤازرة واحد من أبنائهم، مصطفى سلمى المنفى قسرا إلى موريتانيا،ويدكر أن مسيرته من مقر سكناه نحو الرابوني ضمت أعضاء فرقته الموسيقية، مقررين الاعتصام معه والنضال لنصرة العدالة وحرية الإبداع الفني، وكانت خديجة حمدي قبل أربعة أشهر ، قد ضغطت عليهم وهددتهم بقطع رزقهم، بصفتها وزيرة الثقافة للجمهورية اللامشروعة، وحينما انضموا إليه، عاقبتهم حينها بتوزيعهم على مجموعات موسيقية لا تزال تغرد لقيادي جبهة البوليساريو. وأفاد المصدر أن الناجم ورفاقه دخلوا في مواجهات مع قوات البوليساريو أو ما يسمونه بالدرك الوطني وبعض المليشيات، انتهت بهدنة مؤقتة خولت للناجم رفع شعاراته من جديد، مطالبا بحقه في التعبير والإبداع، وحقه في بطاقة اللاجئ، ومعارضة القيادة على الاستمرار في الظلم والاستبداد، وشدد الناجم في اعتصامه على حضور الإعلاميين الدوليين للقيام بندوة يسلط الضوء فيها على ملفه الحقوقي ، ويسمع فيه صوت المعارضة الذي تحاول الجبهة بكل السبل كتمه، وخصوصا وان كل التيارات و الأطر المعارضة للجبهة ترى في المؤتمر إصرارا منها، دون خجل، على مواصلة الفساد والاستبداد والكذب على الصحراويين. وذكر المصدر أن قيادة البوليساريو استفزت الناجم علال باعتقال والديه المسنين ليلة كاملة بالمركز الخلفي للناحية العسكرية بالرابوني، أثناء قدومهما عشية يوم الخميس من بير لحلو نحو المخيمات، وعزت القوات البوليساريو تصرفها هذا إلى إجراءات أمنية على هامش المؤتمر، واعتبر المصدر أن قوات البوليساريو تجاوزت كل الحدود في التعامل مع قضية الناجم علال وكل المعارضين، واصفا اعتقال و التحقيق مع عجوزين في حالة صحية متدهورة بدون تهمة أو سبب مقنع، هو رسالة واضحة مفادهاأن البوليساريو مستمرة في تعنتها واستبدادها، واللعب بكل أوراق الضغط اللا أخلاقية لإسكات صوت المعارضة و إخماد لهيبها، حتى ولو كان هذا الضغط على حساب المسنين والأطفال والنساء.