بعدما تأكد خبر مشاركة المغنية هندي زهرة في مهرجان التسامح بتل أبيب في أمسيتين يومي (11 و 12 نوفمبر المقبل، انهالت ردود الفعل على خطوتها هاته، أوّلها من المغرب حيث نزل الخبر كالصاعقة على جمهور المغنية المغربية الفرنسية ، حيث انتقدوا التطبيع الفني مع الكيان الصهيوني الذي كان ولا يزال خطاً أحمر بالنسبة إلى المغاربة قاطبة وثانيا ، وجهت "الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل "بيانا إلى زهرة هيندي بعنوارن " كيف ستغنين في تل أبيب على أنين ضحايا الأبارتهايد الاسرائيلي؟ حيث جاء فيه "نعبر عن صدمتنا لقرارك الغناء في تل أبيب ، على الرغم من علمك بالحصار الخانق الذي تفرضه سلطات الاحتلال الإسرائيلي على فناني وفنانات فلسطين، بل وعلى كل شعبنا الرازح تحت الاحتلال، وبالذات في قطاع غزة. نستغرب كيف تقبلين أن ترفهي عن مجتمع يمارس الاحتلال وسياسة التمييز العنصري والتطهير العرقي الممنهج، بالذات في القدسالمحتلة والنقب، ويحرم لاجئينا، أي معظم شعبنا، من حقهم غير القابل للتصرف في العودة إلى ديارهم التي شردوا منها إثر إقامة دولة إسرائيل على أنقاض مجتمعنا؟ نناشدك، كفنانة، كإنسانة، كمغربية، وكأمازيغية لإلغاء حفلك في تل أبيب كي لا تستخدمين من قبل إسرائيل، كما استخدم الكثيرون غيرك،للتغطية على انتهاكاتها للقانون الدولي وحقوق الإنسان، وكي لا تصبحين، بالنتيجة، مشاركة في تجميل جرائم دولة الاحتلال. و أضاف البيان "إن كان ردّك بأن "الفن فوق السياسة" أو أنك لن تأتي لدعم سياسة إسرائيل بل فقط للغناء لجمهورك "من أجل السلام والمحبة"، فلا بد أن نسألك أن تتأملي في المقولة التالية للمناضل الجنوب أفريقي، ديزموند توتو، الذي لعب في القرن الماضي دوراً محورياً في النضال ضد نظام الأبارتهايد في بلده، كما تعلمين، والذي يؤيد اليوم حملتنا لمقاطعة إسرائيل: "إن كنت محايدًا في حالات الظلم، فقد اخترت جانب المضطهِدين [بكسر الهاء]". لا يوجد حياد، إذًا، في غنائك في دولة تمارس الاضطهاد الاستعماري والعنصري ضد شعب يفترض أن تقفي متضامنة معه، كإنسانة وكفنانة. ألم تسمعي عن مقاطعة معظم المغنيين/ات لجنوب أفريقيا أثناء الأبارتهايد؟ لماذا لم يكن "الفن فوق السياسة" هناك؟ وإن كان ردّك بأنك كأمازغية تعانين من الاضطهاد العربي، فنحن ضد كل اضطهاد، ونرى في الثورات الشعبية التي تجتاح منطقتنا العربية لا ربيعاً عربياً بالمفهوم الإثني أو القومي بل ربيعاً ضد كل ظلم وتمييز عنصري وقمع ومن أجل الحرية والكرامة والمساواة بين الجميع في هذه المنطقة، دون تمييز حسب اللون أو الجنس أو العرق أو الإثنية أو الدين. كما أطلق ناشطون على تويتر وفايسبوك حملة تناشد الفنانة الاحجام عن هذه الخطوة. هكذا، كتبت الناشطة إشراق معتوق على تويتر: «الغناء في تل أبيب تطبيع مع سياسات التمييز العنصري التي يمارسها الكيان الصهيوني ومع احتلال الأراضي الفلسطينية». وتابعت «الغناء في تل أبيب يعني دعم سياسة التطهير العرقي التي تحوّل الفلسطينيين إلى لاجئين».