سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جاكوب زوما يطعن العقيد القذافي في الظهر و الموقف المغربي من الاتحاد الافريقي يثبت مجددا وجاهته هكذا فشل الاتحاد الافريقي في تدبير قضايا القارةالسمراء و تحولت مواقفه إلى مجرد شعارات فارغة
قال الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما أول أمس الخميس ان الاتحاد الإفريقي سيعمل أفضل دون الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، الذي حاول مرارا اقناع أعضاء الاتحاد الإفريقي بتشكيل حكومة افريقية واحدة. وقال زوما في خطاب تناول فيه السياسة الخارجية «سيكون أمام الاتحاد الإفريقي مزيد من الوقت لتنفيذ برامجه الآن، لان العقيد القذافي أمضى الكثير من الوقت لبحث حكومة موحدة لإفريقيا وهو الأمر المستحيل التنفيذ الآن». وتابع «لقد كان في عجلة لتحقيق ذلك، ربما لأنه أراد ان يرأس هو هذه الحكومة». و بات واضحا أن جنوب إفريقيا التي ظلت الى وقت قريب تقود خلف ستار الاتحاد الافريقي الذي تتحكم في قراراته و مواقفه حملة ديبلوماسية ضاغطة لوقف تدخل الحلف الأطلسي بجماهيرية القذافي المنحلة و تسعى عبر كافة الوسائل الى إنقاذ حليفها التاريخي العقيد من السقوط قد قررت أخيرا الخضوع لمنطق العصر و التخلي بالمرة عن العقيد الذي ما زال هائما بالصحراء الليبية بعد أ كانت بريطوريا وجهة محتملة لتقاعده السياسي المريح . و فيما وصف بأنه معركة أخرى جديدة يفشل فيها الإتحاد الأفريقي كتنظيم إقليمي فشلا ذريعا وقاصما رفعت مفوضية الاتحاد الأفريقى بأديس أبيبا الأربعاء الماضي علم المجلس الانتقالى الليبى الذى يسيطر على معظم أنحاء البلاد بدلا عن علم نظام العقيد معمر القذافى . وقال المتحدث باسم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى - إن رفع العلم الليبى الجديد اليوم يأتى تطبيقا لقرار الاتحاد الأفريقى الذى اتخذه فى 20 سبتمبر الماضى فى نيويورك بالاعتراف بالمجلس الوطنى الانتقالى كممثل شرعى للشعب الليبى .. و كانت مبادرة الوساطة لحل الأزمة الليبية التي أقرها الاتحاد الافريقي و قادتها كل من جنوب إفريقيا و موريطانيا لإنقاذ ما تبقى من ماء وجه التنظيم القاري الذي تتنازع هيئاته أهواء و أمزجة قادة عواصم إفريقية دون أخرى قد منيت بفشل ذريع خاصة بعد أن أعلن حلف شمال الاطلسي الذي ينفذ عمليات عسكرية ضد كتائب القذافي انه أحيط علما بتقارير عن اقتراح من الاتحاد الافريقي لوقف اطلاق النار في ليبيا ، ولكنه لم يتلق طلبا رسميا في الموضوع من هيئات التنظيم الافريقي وسيواصل استهداف قوات الزعيم الليبي معمر القذافي مادامت مستمرة في تهديد المدنيين ، و هذا ما يعني أنه في الوقت الذي كان فيه رئيس جنوب افريقيا يحث الحلف على وقف الغارات الجوية على الاهداف الحكومية الليبية لإعطاء فرصة لوقف لاطلاق النار بعد أن وافق القذافي على خطة خارطة طريق طرحها الاتحاد الافريقي لإنهاء الصراع في ليبيا ، وتتضمن وقفا فوريا لإطلاق النار لم يكلف رئيس مفوضية الاتحاد نفسه عناء مراسلة قيادة الحلف بمبادرة الاتحاد التي ظلت مجرد تصريحات صحفية بدون مفعول يذكر . و حتى عندما قرر الاتحاد الافريقي خلال قمته في مالابو أن أعضاءه لن ينفذوا مذكرة التوقيف التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية بحق العقيد معمر القذافي فإن لا أحد من أعضاء الاتحاد نفسه اقتنع بوجاهة الموقف الموجه كعيار ديبلوماسي فارغ الى قضاة المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت في فبراير الماضي مذكرات توقيف بحق القذافي ونجله سيف الاسلام ومدير الاستخبارات الليبية عبدالله السنوسي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية , تماما مثلما ظلت معارضة نفس الاتحاد لمطاردة محكمة الجنايات الدولية للرئيس السوداني ، مجرد قرار لا يساوي ثمن الحبر الذي دون به و لينضاف ملف العجز الافريقي في التعامل مع الليبي الى مسلسل الانتكاسات التي مني بها نفس الاتحاد في نزاع ساحل العاج، وقبلها الكونغو الديمقراطية و الصحراء المغربية لتبرز الحاجة الى إطار قاري بديل قادر على استيعاب تحولات المنطقة و العصر بعيدا عن الإملاءات الانتهازية الفوقية لكل من بريتو ريا و الجزائر بعد أن تبددت أحلام العقيد القذافي في ولايات إفريقية متحدة و غاب الصوت الافريقي المؤثر عن المحافل الدولية ، مما يؤكد وجاهة الموقف المغربي في مقاطعة هياكل الاتحاد و مغادرتها .