قال الرئيس الجنوب إفريقي جاكوب زوما اليوم الخميس ان الاتحاد الإفريقي سيعمل أفضل دون الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، الذي حاول مرارا اقناع أعضاء الاتحاد الإفريقي بتشكيل حكومة افريقية واحدة. وقال زوما في خطاب تناول فيه السياسة الخارجية "سيكون أمام الاتحاد الإفريقي مزيد من الوقت لتنفيذ برامجه الآن، لان العقيد القذافي أمضى الكثير من الوقت لبحث حكومة موحدة لإفريقيا وهو الأمر المستحيل التنفيذ الآن". وتابع "لقد كان في عجلة لتحقيق ذلك، ربما لأنه أراد ان يرأس هو هذه الحكومة". "تجادلت معه عدة مرات بسبب هذا الأمر. ان الاتحاد الإفريقي سيعمل أفضل الآن دون تأخيره لعمله ودون مخاوف بعض الأعضاء الذين كانوا يشعرون بالترهيب من وجوده". وكان القذافي الذي أطلق على نفسه لقب "ملك ملوك إفريقيا" قد دفع بقوة من اجل تحويل القارة التي كانت تضم 53 عضوا آنذاك إلى ولايات متحدة افريقية، وبنى مجمعا هائلا في مسقط رأسه في سرت حيث كان يأمل ان يضم الحكومة الجديدة للقارة. وكانت العلاقات بين حكومة زوما والقذافي معقدة، وكذلك ظلت تلك العلاقات معقدة على خلفية الإطاحة به، فقد كان العقيد القذافي حليفا للمؤتمر الوطني الإفريقي الذي يتزعمه زوما الآن حينما كان الحزب حركة تحرر تقاتل ضد حكم الأقلية البيضاء في جنوب إفريقيا. غير ان جنوب إفريقيا صوتت لصالح قرار للأمم المتحدة فرض حظرا للطيران على ليبيا حينما بدأ القذافي يقصف المتمردين على حكمه الذي استمر 42 عاما. ولاحقا اتهم زوما حلف شمال الأطلسي بتجاوز التفويض الممنوح له بشن الهجمات بهدف حماية المدنيين وبأنه عرقل مبادرات السلام للاتحاد الإفريقي. وقال زوما في خطابه "شعرنا كاتحاد إفريقي انه يجري تقويض جهودنا وخاصة في حالة ليبيا.. لم تتح الفرصة للاتحاد الإفريقي لتنفيذ خارطة الطريق التي اقترحها ولضمان الخروج بحل إفريقي للمسألة الليبية". "يجب ان يقرر شعب ليبيا مستقبله، في إطار حل سياسي بزعامة ليبية، وبدعم من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة". واعترف الاتحاد الإفريقي أخيرا في العشرين من سبتمبر بالمجلس الوطني الانتقالي باعتباره الممثل الشرعي لليبيا وحث الاتحاد المجلس على تشكيل حكومة تضم كافة الأطياف.