الحكومة الليبية: القذافي في هذه المرحلة الحالية وفي المستقبل هو الخيار التاريخي الذي لا يمكن استبعاده قالت الحكومة الليبية إن مستقبل العقيد الليبي معمر القذافي غير مطروح للنقاش، وإن القذافي يبقى «الخيار التاريخي الذي لا يمكن استبعاده»، متراجعة عن تصريحات صدرت في وقت سابق عرضت إجراء مفاوضات بشأن دوره في المستقبل. وقال المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم في بيان صدر في ساعة متأخرة الليلة الماضية إن «القذافي هو الرمز التاريخي لليبيا وهو فوق كل الأعمال السياسية وفوق كل الألعاب السياسية والتكتيكية». وأضاف أن «القذافي في هذه المرحلة الحالية وفي المستقبل هو الخيار التاريخي الذي لا يمكن استبعاده». وأكد البيان أنه بالنسبة لليبيا حاليا وفي المستقبل الأمر يعود للشعب وللقيادة لتقرير ذلك ولا يعود الأمر للجماعات المسلحة ولا لحلف شمال الأطلسي كي يقرروا ذلك. وتمثل هذه التصريحات تراجعا عن تصريحات سابقة صدرت عن الحكومة الليبية، ردا على اقتراح رؤساء خمس دول أفريقية اجتمعوا في بريتوريا بجنوب أفريقيا الأحد وطالبوا بالوقف الفوري للهجمات التي يشنها حلف شمال الأطلسي (ناتو) وبفتح حوار عام في ليبيا. وعرضت لجنة وساطة الاتحاد الأفريقي خلال اجتماعها في بريتوريا (جنوب أفريقيا والكونغو ومالي وأوغندا وموريتانيا) جهود الوساطة للمساعدة في تسوية الأزمة الليبية. ووفقا للوساطة الأفريقية، فقد وافق القذافي على الوساطة التي تقضي بوقف إطلاق النار وإجراء حوار وطني عام يقود إلى تشكيل حكومة انتقالية. وأشار مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي رمضان لعمامرة إلى أن القذافي وافق على أن لا يشارك بنفسه في مفاوضات الحوار الوطني. ولكن رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما صعد لهجته الأحد حيال الحلف الأطلسي عندما قال إن الأخير لم يُمنح تفويضا من الأممالمتحدة لقيادة عملية «اغتيال سياسي» للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي. كما أكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الغابوني جان بينغ أول أمس الأحد في مالابو قبل قمة الاتحاد الخميس، أن الاتحاد الأفريقي «قلق للغاية» إزاء الوضع في ليبيا. وسيكون الملف الليبي أحد أبرز مواضيع البحث أثناء قمة الاتحاد الأفريقي التي ستعقد في غينيا الإستوائية نهاية الشهر الجاري. وكان موسى إبراهيم قال للصحفيين أول أمس الأحد إن الحكومة تقترح فترة للحوار الوطني، وإجراء انتخابات تحت إشراف الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي. ومضى موسى يقول «إذا قرر الشعب الليبي ضرورة رحيل القذافي فسوف يرحل، وإذا قرر الشعب أنه ينبغي أن يبقى فسوف يبقى»، لكنه قال إن العقيد لن يذهب للمنفى مهما حدث، ولن يذهب لأي مكان وسيبقى ببلده. وكان سيف الإسلام نجل العقيد القذافي قد طرح فكرة إجراء انتخابات لأول مرة في وقت سابق من الشهر الجاري، لكن المقترح قوبل بمعارضة كل من رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي والثوار الليبيين. وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه الأحد «إجراء اتصالات» بين ممثلين للنظام الليبي والثوار، تتصل خصوصا بمصير معمر القذافي. وقال جوبيه في برنامج تلفزيوني «هذه الاتصالات حصلت. لا أعلم تفاصيلها بطبيعة الحال. أعلم أنها تناولت مثلا مصير القذافي نفسه وهي إحدى القضايا المركزية اليوم قبل الانتقال من المرحلة العسكرية إلى المرحلة السياسية». وكرر جوبيه «على القذافي أن يتنحى عن مسؤولياته المدنية والعسكرية. عليه أن يعلن مغادرة السلطة». يأتي هذا التصريح بعد أن بدأت تصدعات تظهر داخل حلف الأطلسي أيضا مع شعور بعض دول الحلف بقلق إزاء سقوط ضحايا بين المدنيين وتكلفة الحملة وحقيقة أن القذافي لم يتزحزح عن موقفه بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الغارات الجوية. يأتي ذلك بعد تأكيدات عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، والذي قال إن الثوار يتوقعون عرضا من القذافي ينهي أربعة أشهر من الصراع في ليبيا. ونقل عن غوقة قوله إن الوسطاء أشاروا إلى أن مقترحا في هذا الشأن يجري العمل عليه حاليا، وإن الثوار تركوا دائما مجالا للقذافي للخروج وإنهاء الأزمة، مضيفا أن «القذافي بات غير قادر على التنفس»، في إشارة للضغوط العسكرية والسياسية التي يتعرض لها. وشدد غوقة على أن المجلس الانتقالي يرغب بأن يتضمن أي عرض لحل الأزمة رحيل القذافي وعائلته من السلطة ومن الحياة السياسية، نافيا ما أشيع عن وجود اتصال مباشر بين المجلس والنظام. واكتفى غوقة بالقول إن العقيد الليبي طلب وساطة فرنساوجنوب أفريقيا لحل الأزمة، وإن جهات اتصال بالبلدين أكدت أن القذافي يعد لمقترح لوقف حمام الدم بالبلاد. وكانت مصادر إعلامية قد نقلت عن قادة من الثوار قولهم إنهم يخططون لقطع المؤن عن العاصمة طرابلس، بعد أن عززوا سيطرتهم على جميع جبال ليبيا الغربية تقريبا.