إن أسلوب الوالدين في تنشئة الطفل من الأمور الهامة جدا للحفاظ على الاتصال الصحيح بين الزوجين دون الدخول في نزاع، ومن جهة أخرى من الأمور المهمة للطفل لكي يبدأ باكتساب العادات والتصرفات السليمة، والقيم والمبادئ التي سترافقه طول حياته. إذا ما هو دورك الأب؟ قد يواجه الأب بشكل خاص مشكلة في الحفاظ على دوره كمسؤول عن العائلة، وبين التنازل وقبول أسلوب الأم في التربية، وهذا ما يحتاج إلى وقفة جادة من الطرفين لكي لا يتعرض الطفل إلى ازدواجية في التعامل وتشويش في المفاهيم التربوية. فإن الانسجام والاتفاق على أسلوب التربية هو من الأمور الحساسة جدا في حياة كل أب وأم. والنصيحة التي توجه للرجل في هذا المجال : 1- إن الأبوة مهمة جدا كما الأمومة ودورك كأب يساند تنشئة الطفل العاطفية السليمة، حيث أن إظهار العواطف والمودة والرعاية الجسدية للطفل لا تقتصر على الأم لوحدها. 2- إن الاتفاق المسبق على ردود الأفعال تجاه تصرفات الطفل يقي الزوجين من الدخول في نزاعات تنعكس سلبيا على الطفل وعلى الأبوين. 3- إن الاتفاق على نوعية الجزاء والعقاب لتصرفات الطفل سواء الجيدة أو السيئة، يؤكد القيم السائدة داخل المنزل ويحمي الطفل من الحيرة والتشويش في أدائه وسلوكياته العامة. 4- الاتفاق على التعامل مع المال، والهدايا، والمحفزات لكي لا يستغل الطفل اختلاف الأبوين لكسب أكبر قدر ممكن المكاسب المالية منتهزا فرصة الاختلاف بينهم. وهذا يربي عنده عادة الاحتيال والطمع واستغلال الخلافات لصالحه. 5- مع وجود عددا من الأخوة داخل العائلة، قد يجد أحد الوالدين نفسه منحازا لأحد الأبناء دون الآخر، وتبدأ مشكلة الفرق داخل المنزل، لذا يجب على الأب والأم الاتفاق التام والتفاهم على الأسلوب الموحد للتربية والمساواة بين الأولاد. 6- على الأب أن يدرك أنه مهما بلغ عدد الأولاد، فإن الزوجة لا زالت تحتاج نصيبها من المحبة والاهتمام العاطفي والنفسي وخصوصا مع أعباء التربية والقيام بالواجبات المنزلية، لذل فلا تبخل على زوجتك ببعض الوقت الحميم والمساندة العاطفية والمساعدة المنزلية إذا أمكن، فهذا يساعد على التواصل الصحيح بينكما وإيجاد نمط تربية متوافق للأطفال. 7- التخلي عن بعض المفاهيم والعادات البالية التي نكتسبها من المجتمعات التقليدية التي تحدد دور الرجل في تنشئة الأطفال، وتجعل مشاركتهم متواضعة ومقتصرة على التمويل المالي فقط، والتوجه إلى المشاركة الفعالة في بناء شخصية الطفل سواء كان ذكرا أو أنثى لما لدور الأب من أهمية في هذا المجال.