بأشعار درويش المغناة انطلقت احتفالية تسليم جائزة الاركانة العالمية للشعر لشقيق الراحل الشاعر محمود درويش، السيد «أحمد درويش» وكان مقررا أن يتسلمها الفقيد يوم 24 أكتوبر 2008 قبل أن تأخذه يد القدر، وهي جائزة يمنحها بيت الشعر بدعم من صندوق الإيداع والتدبير وبتعاون كل من وزارة الثقافة والمسرح الوطني محمد الخامس. وتناول في البداية الأستاذ نجيب خداري نائب رئيس بيت الشعر كلمة من تقرير لجنة التحكيم، ذكر فيها تجربة الشاعر الإبداعية ومكانتها الكبيرة في المشهد الشعري العربي والعالمي، حيث جعل منها لحظة مضيئة في تاريخ الشعر الإنساني، وعن هذه التجربة يقول: خطت قصيدته كونيتها وهي تنصت لقيم الحب والحرية والحق في الحياة من غير أن تتنكر لدمها الخاص انصات اكتسى ملمحه الشخصي من وعي الاستضافة المتفردة التي يهيؤها الشعر لهذه القيم دون أن ينسى جوهره وسره. من نبل هذه الاستضافة ووعورتها جماليا رسخ الراحل ولا يزال القيم الخالدة، مؤكدا، في منجزه الكتابي وعبره، أن المادة الرئيسية لهذا الترسيخ لغة لا تتنازل عن جماليتها وبهائها واستنباط الجوهري فيها الذي به تنفتح على الجوهري في الوجود ذاته». وكذلك ألقت وزيرة الثقافة ثريا جبران كلمة في حق الشاعر كصديق للمغرب وكإنسان ذي بهاء خلاق، وكانت لحظة مؤثرة وهي تتذكر اللحظات الجميلة التي التقت فيها محمود درويش. وبعدها أثنى سفير دولة فلسطين على الروابط المتينة بين فلسطين والمغرب والعلاقة الفريدة التي تجمع بين الشعب المغربي دولة وحكومة والشعب الفلسطيني. واغتنم الشاعر «غانم زريقات» فرصة ليكشف لنا فيها عن بعض تفاصيل الحياة اليومية لصديقه الراحل، وأضاف أيضا الشاعر «طاهر رياض» في ذات السياق، أن الفقيد كان يعلمه النثر قبل أن ينقلب التلميذ على أستاذه. وتلا الناقد صبحي حديدي رسالة خطية من الشاعر الكبير سليم بركات المنفي في السويد وهو أحد الشعراء الذين يحبهم درويش وكانت الرسالة رحلة حزينة بين المنفى والسفر والحب. كما قرأ الشاعر المغربي محمد الأشعري قصيدة بالمناسبة في حق الشاعر وأيضا الشاعرة مليكة العاصمي التي أمتعت الجمهور بقصيدة «الهندي الأحمر» وكذا الشاعر ياسين عدنان الذي حلق بالقراءة في ديوان «أثر الفراشة» لدرويش، ليختم اللقاء بباقة من الشهادات، منها شهادة الشاعر المصري عبد المعطي حجازي، عبر فيها عن علاقته بالشاعر في مصر وباريس وقرأ قصيدة كتبها درويش عن مصر واعتدر الشاعر اللبناني عبدو وازن عن الحضور . وختم الحفل الفنان العربي الكبير مرسيل خليفة الذي انتظره الجمهور طويلا.. فتجول بنا في حدائق أشعار درويش، فكان المنفى والحب وفلسطين وريتا... وفي البال أغنية... التي كان يحبها درويش.