يستدل من معطيات إحصائية حديثة ، أن تأثيرات الجدار الإسرائيلي العازل تضاعفت في السنوات الثلاث الأخيرة، مؤكدة أنه تسبب في هجرة نحو أربعة آلاف عائلة فلسطينية , يقدر تعداد أفرادها بنحو 28 ألف نسمة. وكشف بيان صحفي حول نتائج مسح أجراه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عن تأثيرات الجدار الفاصل حتى يونيو الماضي ، أن الأضرار الناتجة عن الجدار تضاعفت مقارنة مع مسح مماثل أجري عام 2005. وتفيد نتائج المسح أن إجمالي مساحة الأراضي المصادرة , منذ بناء الجدار حتى نهاية يونيوالماضي ، والتي تم بناء الجدار وملحقاته عليها بلغت حوالي 50 ألف دونم، في حين بلغت مساحة الأراضي المعزولة خلف الجدار حوالي 275 ألف دونم، معظمها أراض زراعية. ولا يتوقع مختصون أن تتوقف هجرة السكان الفلسطينيين بسبب الجدار، وتوقعوا استمرار مصادرة الأراضي ومحاصرة التجمعات السكانية الفلسطينية رغم الآثار السلبية على السكان والبيئة. وأشارت نتائج المسح إلى أن مجموع الأسر -التي هُجّرت بكاملها من التجمعات التي مر الجدار من أراضيها- ارتفع من 2448 أسرة منذ بناء الجدار حتى نهاية مايو/أيار 2005 إلى 3880 أسرة حتى منتصف يونيو/حزيران الماضي. وبينت أن عدد الأفراد الذين تم تهجيرهم من التجمعات التي مر الجدار من أراضيها بلغ 27 ألفا و841 فردا، في حين بلغ عدد التجمعات التي مر من أراضيها 171 تجمعا سكانيا، منها 14 تجمعا سكانيا وقعت خلف الجدار و157 تجمعا سكانيا وقعت خارجه. وأظهرت النتائج أنه أقيمت طرق التفافية على أراضي 96 تجمعا سكانيا من إجمالي عدد التجمعات التي مر الجدار من أراضيها، في حين أقيمت مستوطنات على أراضي 92 تجمعا سكانيا من إجمالي عدد التجمعات التي مر الجدار من أراضيها. وأشارت نتائج المسح إلى أن كافة التجمعات أبدت حاجتها لتوفير فرص عمل معظمها ترى أن على السلطة الوطنية الفلسطينية أن توفرها، كما أبدت الغالبية حاجتها إلى تطوير البنية التحتية والخدمات الصحية والمساعدات المالية المباشرة والخدمات التعليمية والمساعدات الغذائية. يوضح خبير الاستيطان ورئيس لجنة مقاومة الجدار الفاصل ، جمال جمعة، في مدينة رام الله بالضفة الغربية, أن غالبية المهجّرين كانوا من ضواحي القدس ممن عادوا إلى المدينة داخل الجدار حتى لا يفقدوا هوياتهم الإسرائيلية التي تتيح لهم حرية الحركة والعمل. وأضاف أن من أسباب الهجرة أيضا محاصرة بعض التجمعات بالجدار ومنع الدخول والخروج منها إلا بتصاريح خاصة ، مما اضطر الطلبة والتجار بشكل خاص إلى السكن قريبا من أماكن عملهم أو دراستهم لتجاوز مشكلة التصاريح وعبور بوابات الجدار. وأكد نفس المصدر أن سلطات الاحتلال استخدمت التهجير القسري الممنهج مع بعض التجمعات البدوية، كما تواصل إصدار أوامر جديدة للاستيلاء على المزيد من الأراضي وعزلها عن محيطها. وعن جدوى المسيرات الشعبية وإجراءات مقاضاة الاحتلال، قال جمعة إن ذلك يساعد في تعديل مسار الجدار وتأخير العمل فيه، موضحا أن سلطات الاحتلال كانت تفترض الانتهاء من بنائه عام 2005، ثم عام 2008 والآن عام 2010، كل ذلك بسبب العدد الكبير من القضايا المعلقة.