يتساءل عدد من المتتبعين الرياضيين عن الأسباب التي جعلت فريق الاتحاد الزموري للخميسات فرع كرة القدم يظهر بمستوى خجول ضمن منافسات بطولة الموسم الرياضي الجاري، رغم كونه حافظ على نفس التركيبة البشرية التي بلغ بها رتبة وصيف البطل خلال الموسم المنصرم، باستثناء انتقال عزيز لكراوي والسينغالي محمد فال زايد إلى الفتح الرباطي. ولعل من بين أسباب التراجع تذمر نفسية اللاعبين الزموريين بسبب الإحباط الذي أصابهم جراء عدم استفادتهم ماديا من انجاز الموسم الفارط. وفي حديث مع بعض اللاعبين طلبوا عدم ذكر أسمائهم، أكدوا أنهم بلغوا أوج عطائهم خلال بطولة الموسم الماضي، وقدموا كل ما في جعبتهم من أجل الفوز بلقب البطولة، غير أن السرعة النهائية خانتهم في نهاية المطاف لأسباب معروفة لدى الجمهور الزموري، ما جعلهم يكتفون بالرتبة الثانية وراء فريق الجيش الملكي البطل... وأوضح المتحدثون أنفسهم أنهم كانوا ينتظرون من الرئيس محمد الكرتيلي، ما دام هو الآمر الناهي داخل المكتب المسير، أن يجازيهم بمنحة مالية "دسمة" يحسون معها بالانتشاء، وبحب الانتماء إلى فريق الاتحاد الزموري للخميسات، لكن ذلك لم يحصل، حيث اضطر جل اللاعبين إلى قضاء إجازتهم في عز حرارة الصيف بمدينة الخميسات، قبل أن يستدرك الكرتيلي الأمر في نهاية المطاف، و"يرشهم" كل واحد على حدة، ما خلف استياء عميقا في نفوسهم، وجعل بعضهم يتخلفون عن موعد انطلاق التداريب رفقة المدرب محمد بوبادي، كما هو الشأن بالنسبة لعادل فهيم وادريس بلعمري ورحال الخادوري... وبالإضافة إلى ذلك، كان بعض اللاعبين الذين تألقوا ضمن فريق اتحاد الخميسات خلال الموسم الماضي يتوقون إلى تغيير الأجواء بحثا عن آفاق جديدة لتأمين مستقبلهم، ومنهم من كان يطمح إلى الاحتراف، لكن قرار الرئيس الكرتيلي بعدم السماح لأي لاعب بمغادرة الفريق لم يزد إلا في اهتزاز نفسية اللاعبين، قبل أن يعود للسماح لعزيز لكراوي ومحمد فال بالانتقال إلى الفتح الرباطي بمبلغ 70 مليون سنتيم، والحارس الاحتياطي أحمد محمدينا إلى أولمبيك خريبكة ب 60 مليون سنتيم... هذه هي الأسباب التي جعلت مستوى فريق اتحاد الخميسات يتراجع، دون أن ننسى تغيير المدرب بعد رحيل الحسين عموتا إلى الفتح الرباطي، واختناق قنوات التواصل بين بعض أعضاء المكتب المسير بلغت إلى حد تبادل الاتهامات والملاسنات، والتماطل في تمكين اللاعبين بمنحتي الفوز على كل من شباب المحمدية، وأولمبيك آسفي، رغم أن "الفلوس" موجودة في الحساب البنكي للفريق، ولا تنتظر سوى إشارة من الرئيس محمد الكرتيلي، المقيم بمدينة سلا، ولا يتنقل إلى مدينة الخميسات إلا في المناسبات الرسمية، فيما يغيب عن متابعة مباريات الفريق... كل هذه المشاكل وغيرها أثرت سلبا على فريق اتحاد الخميسات ضمن بطولة هذا الموسم، حتى أصبح الوضع داخله لا يطاق، والمؤمل أن يبادر الرئيس محمد الكرتيلي، ما دام هو الكل في الكل داخل الفريق، إلى لملمة الجراح النفسية للاعبين الزموريين، قبل فوات الأوان، ولن يتأتى ذلك إلا بالجلوس على طاولة الحوار، والمكاشفة بين جميع المكونات، وصولا إلى إعادة ترتيب البيت الداخلي للفريق وتأهيله ماديا ومعنويا، ليس لاستدراك ما فاته ضمن منافسات البطولة الوطنية فحسب، بل كذلك، لمواجهة منافسات كأس عصبة الأبطال الإفريقية بمعنويات مرتفعة، على اعتبار أن فريق اتحاد الخميسات سيكون ممثلا لكرة القدم الوطنية، وسيكون محط اهتمام واسع من طرف كل الرياضيين المغاربة...