ونحن في إطار الإعداد لحلقة «النشيد الوطني الإماراتي» ضمن سلسلة «الأناشيد الوطنية الرسمية للدول العربية» وجدنا معلومات متفرقة وضئيلة تتحدث عن النشيد الإماراتي « عيشي بلادي .....» وكان أغزرها معطيات ، وأدقها معلومة، هذه المقالة التي توضح أسباب النزول، أي قصة وتاريخ النشيد الوطني الإماراتي على لسان كاتب النشيد نفسه، الكاتب عارف الشيخ عبد الله الحسن من الإمارات.. ونقدمها لما تزخر به من معلومات وحقائق عن هذا النشيد كما هو اليوم ،رمزاً قويا لدولة الإمارات العربية المتحدة. كلمات النشيد الوطني الإماراتي عيشي بلادي عاش اتحاد إماراتنا عشت لشعب دينه الإسلام هديه القرآن حصنتك باسم الله يا وطن بلادي بلادي بلادي بلادي حماك الإله شرور الزمان أقسمنا أن نبني نعمل نعمل نخلص نعمل نخلص مهما عشنا نخلص نخلص دام الأمان وعاش العلم يا إماراتنا رمزالعروبة كلنا نفديكِ بالدما نرويكِ نفديك بالأرواح يا وطن ...الأكيد أن الكثرين رددوا النشيد الوطني الإماراتي بالاخص في ايام المدارس....واكيد أيضا أن كثرين تساءلوا عن كاتب النشيد و كيف كتب و صار رمزا من رموز الدولة. الكاتب هو عارف الشيخ عبدالله الحسن من الإمارات العربية المتحدة, ولد في دبي عام 1952. خريج كلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر 1977. قال الشاعر الدكتور عارف الشيخ« إنه ألف كلمات النشيد الوطني (تحية العلم) قبل 24 عاماً، أي بعد 15 عاماً من إعلان اتحاد الدولة، مبيناً أنه »استغرق ثلاثة أيام في كتابة النشيد الذي كان تكليفاً وأصبح تشريفاً على مرّ السنوات». و قد قال أنه «منذ إعلان الاتحاد عام 1971 حتى 1986 لم يكن للإمارات نشيد وطني، على الرغم من أن دستور الدولة ينص على ضرورة تخصيص النشيد إلى جانب العلم، والسلام الوطني (المعزوفة)». ولفت إلى أن «السلام الوطني كمعزوفة تم تنفيذها في وقت مبكر، أواخر العام 1971 مع مطلع العام ،1972 ونظم لحنه الموسيقار المصري سعد عبدالوهاب، الذي لحن أناشيد لدول عربية عدة». وعن تفاصيل تأليف النشيد، أوضح أنها «فكرة محافظ مركز دبي المالي العالمي الحالي أحمد حميد الطاير، وذلك أثناء توليه وزارة التربية والتعليم بالإنابة، عام ،1986 إذ لاحظ خلال وجوده باكراً في المدارس وحضوره طابور الصباح أن التلاميذ في المدارس يرفعون العلم في الطابور بصمت، بينما ينبغي أن يظهر الجميع، خصوصاً طلاب المدارس وهم جيل المستقبل، بموقف حماسي أثناء رفع العلم، ويجب ترديد كلمات وطنية مع العزف». وأضاف أن «الطاير بعد عودته إلى مكتبه التقى المسؤولين في اللجنة العليا في الوزارة، وتحدث معهم بشأن رغبته في كتابة كلمات للنشيد، كون (التربية) في كل البلدان يتم في مدارسها تحية العلم بنشيد يردده الطلاب، ما يفترض أن يكون للدولة نشيد وسريعاً»، مشيراً إلى أن «اللجنة قررت أن يكتب النشيد شاعر يرافقه اللحن الموجود في السلام الوطني». وبحسب الشيخ، فإن الاختيار وقع عليه كونه يعمل في الوزارة آنذاك، ولديه مساهمات في وضع مجموعة من الأناشيد المدرسية المقررة ضمن المناهج والملحنة ضمن فعاليات الوزارة»، مبيناً «كُلفت بتأليف كلمات النشيد في ثلاثة أيام، وتم إعطائي الموسيقى على شريط كي أكتب الكلمات عليها». وعن بدء كتابته نشيداً تجاوز عمره 24 عاماً حتى الآن، يقول «عدت إلى البيت لأكتب، وبحكم دراستي لم أكن أميل إلى سماع الموسيقى، ولا حتى في عزف السلام، لكني جلست أستمع إلى اللحن أكثر من 60 مرة، ولم أكتب حرفاً». وتابع «وقعت في حيرة من أمري، فأنا شاعر وأكتب، لكني في هذا الموقف وجدت أنني غير قادر على الكتابة، فلو طُلب مني كتابة كلمات وطنية قد أفعل، لكن أن أكتب على لحن، فذلك وجدته أمراً صعباً للغاية». وأشار الشيخ إلى أنه «بعد تكرار سماعه اللحن أُلهم كتابة أول كلمتين (عيشي بلادي)، واستمر في تأليف كلمات على أول مقطوعة وأوضح أنه »في تلك الأثناء جاءتني زوجتي، وهي مستشارتي، وقرأت لها ما كتبته، فشجعتني، خصوصاً (عيشي بلادي) فقد رأت أنها بداية موفقة، وطلبت منيّ ألا أبدّل شيئاً فيه، وعليه سجلت الكلمات على اللجن نفسه». وقال الشيخ «سلّمت الشريط إلى مكتب الوزير، وبعده بساعات اتصل بي بنفسه وأخبرني أنه (المطلوب)، ما أوقع السعادة في قلبي»، متابعاً أنه »تم تكليف إذاعة دبي بتسجيل الكلمات على المعزوفة بصوت طلاب، ثم صدر القرار إلى المدارس بترديد النشيد مع العزف ورفع العلم، وهكذا انتشر حتى اليوم». ويؤكد الشيخ، وهو من مواليد ،1952 أنه »حتى اليوم كلما سمع النشيد يشعر بأنه من مؤسسي الدولة، وكأنه كان موجوداً مع المؤسسين من القادة في الثاني من ديسمبر عام 1971 في منطقة جميرا عندما وضعوا لبنة الاتحاد». ويختم الشيخ قوله، واسمه الكامل عارف الشيخ عبدالله الحسن، بأن «أبناءه- وعددهم ستة من البنين والبنات- فخورون بأن والدهم من كتب النشيد، فهو تكليف وتشريف في الوقت نفسه.