تثير النتائج التي حققتها السياحة المغربية خلال السنوات الأخيرة اهتمام العديد من المهتمين بهذا القطاع في العالم، خاصة أن نمو هذا القطاع في المغرب حافظ على وتيرته، وعرف تحسنا ملحوظا نتيجة المشاريع التي أنجزت أو تمت برمجتها في إطار رؤية 2010، الهادفة إلى رفع عدد السياح الذين يزورون البلاد إلى 10 ملايين سائح. وأشارت أحدث الدراسات بخصوص السياحة المغربية إلى أن المغرب سيستقبل، في أسوإ أحوال الاقتصاد العالمي، ما لا يقل عن 9.5 مليون سائح سنة 2010، وهو ما اعتبر في حد ذاته نجاحا كبيرا للاستراتيجية الوطنية «رؤية 2010». ومنذ انطلاقها سنة 2001، شهد تنفيذ «رؤية 2010» محطات مهمة في ما يتعلق بإنجاز المشاريع التي تضمنتها، ولمواكبتها انعقدت عدة مناظرات وطنية استهدفت الوقوف على ما تعم إنجازه، ورسم سياسة للعمل خلال ما تبقى من الوقت في أفق سنة 2010. وفي هذا السياق أوردت صحيفة « دايلي تليغراف» الإنجليزية مقالا تحدثت فيه عن الأهمية الكبرى التي يكتسيها المخطط الأزرق «أزور» الذي وضعته السلطات المغربية من أجل إعطاء المغرب بعدا دوليا. وأشارت إلى أن هذا المخطط الذي يحتل الحيز الأكبر في الاستراتيجية الوطنية «رؤية 2010» يتضمن إقامة ست محطات استجمامية خمسة منها على الساحل الأطلسي وواحدة على الساحل المتوسطي، كما ذكَّرت بعدد آخر من المشاريع التنموية الكبرى تروم إقامة خطوط جديدة للسكك الحديدية وشبكات طرق سيارة جديدة وتطوير بنيات الطيران من خلال تعزيز المطارات الجهوية من أجل استقطاب مزيد من شركات الطيران ذات الكلفة المنخفضة. ويذكر أن اتفاقية السماء المفتوحة التي كان الموقع قد وقع عليها مع الاتحاد الأروبي ساهمت في الرفع من عدد شركات الطيران التي تشتغل في المغررب، وساهمت بدورها في الرفع من عدد السياح الذين توافدوا على المغرب منذ 2001. واضافت الصحيفة أن المغرب سجل ارتفاعا بنسبة 11 بالمائة في عدد السياح الوافدين خلال الشهور الخمسة الاولى لسنة2008 مقارنة مع نفس الفترة من سنة2007 مضيفة أن السياح الفرنسيين يتصدرون القائمة ب927 ألف سائح متبوعين بالاسبان (587 ألف) والبريطانيين (141 ألف). وقالت إن جميع هؤلاء السياح يستفيدون من تكلفة عيش أقل ارتفاعا من أي وجهة كبيرة أخرى تقريبا مشيرة في هذا الصدد إلى دراسة مركز البحث البريطاني «فورينغ كورانسي ديريكت». واعتبر يوسف بنعمور مدير عمليات المغرب داخل الوكالة العقارية البريطانية «هامبتونس انترناشيونال» أن الأمر يتعلق بلحظة فريدة بالنسبة للمغرب مؤكدا انخراط المملكة الأكيد في الحداثة. وأضاف أن سياسة التنمية والتحديث التي انخرط فيها المغرب كان لها الفضل في استقطاب أكبر المنعشين في العالم والذين سجلوا دخولهم إلى السوق المغربي. ووتوجد في المغرب إضافة إلى شركة «هامبتونس انترناشيونال» شركات بريطانية أخرى مثل «أيلسفورد» و«سافيليس» و«نايت فرانك» والتي تعرض على زبنائها اقامات من مستوى راق تصل قيمتها إلى10 ملايين جنيه استرليني في بعض المدن كمراكش وطنجة والبيضاء. وأضافت الصحيفة أن شركات بريطانية أخرى موجودة في جهات «صاعدة» بالمغرب تعرض من جهتها مساكن ابتداء من15 ألف جنيه استرليني. ونقلت «دايلي تليغراف» عن منعشين تأكيدهم بأن العديد من الأجانب يقتنون مساكن بالمغرب بنية الاستثمار تشجعهم في ذلك الامتيازات التي يقدمها البلد في هذا المجال. وبخصوص السياح البريطانيين أكدت الصحيفة أنهم وإن كانوا يقبلون على كل مناطق المغرب فإنهم يفضضلون أكثر مدن مراكش وطنجة وأكادير والدار البيضاء.