سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محمد بن سعيد آيت يدر :قناعتنا كانت الإشتغال مع المؤسسة الملكية والمشكل كان يكمن في محيط الملك إضافة إلى احتفاظه بوزارات السيادة اشترط الملك في البداية ثلاثة شروط في المجال الاقتصادي
في ظل المعطيات التي تفضلتم بذكرها: كتردد الملك وقلة ثقته فيكم كأحزاب،ومحاولة تفرده بالحكم،يرى آخرون على انه كان جادا وأكثر من أي وقت مضى، كونه اقترح عليكم أولا المشاركة في حكومة وحدة وطنية وبعد ما لم يعجبكم الاقتراح تفضل باقتراح حكومة أقلية هو ضامنها، ثم اقترح مشاركة إدريس البصري لكم لستة أشهر فقط، إذن أين كان الخلل؟ الخلل كله يكمن في احتفاظه بوزارات السيادة، فقد اقترح احتفاظه باختيار وزير الخارجية ووزير العدل ووزير الداخلية ووزير الأوقاف والشؤو الإسلامية،أما عن قوله الحكم مع إدريس البصري لستة أشهر هنا يمكننا التساؤل لماذا هذه المدة القصيرة؟وماذا ستقدم وماذا ستؤخر؟ نحن أيضا نتساءل معك الأستاذ بنسعيد هل من جواب؟ لان مشكل الأمن سيبقى قائما، فالأجهزة بمثل ما اقترح الملك لن تكون خاضعة للحكومة والنظام الأمني هو كل شيء في البلاد، خاصة بالنسبة للمواطنين إذا عاشوا في امن وسلام فهم أنفسهم من سيحمي الملك.إذن مادامت الثقة كما أشرت سابقا غير موجودة من طرف الجانب الآخر، ويضع لك عراقيل وشروطا كنا نتساءل ككتلة عن الهدف من وراء المشاركة في هذه الحكومة؟ هل من شروط أخرى اشترطها الملك؟ كانت بعض الشروط إن صح القول في الميدان الاقتصادي حيث قال الملك بأنه يريد منا إن امسكنا الحكومة تحقيق ثلاث مكاسب أو اعتبرها شروطا.أولا ألا يكون العجز في الميزانية أكثر من 1.5 في المائة،ثانيا أن تراقب الحكومة مراقبة شديدة التضخم المالي، وأخيرا أن ننكب على مشاكل الطبقات الفقيرة بإيجاد الشغل. قبل قليل أشرت إلى أن الملك لم تكن له الثقة فيكم مادام يريد إمساك مجموعة من الوزارات، وهنا أعود إلى عبد الله العروي الذي أشار إلى نقطة مهمة لها علاقة بمسألة الإقناع والثقة حيث ذكر انه لا الملك استطاع إقناع الذين يشيرون عليه والمحيطين به و أوفيائه ونفس الشيء بالنسبة لأحزاب المعارضة آنذاك ما مدى صحة هذا القول؟ أظن أن المحيطين بالملك وخاصة من يستفيد من امتيازات عدة لم يكن ينتظر الإقناع والثقة من احد بل هو من كان يسارع وبشتى الطرق لعرقلة أي اتفاق وأي تقدم في جميع الميادين،فالأجهزة واللوبيات التي تكونت لقرابة 40 سنة لا يستطيع الملك نفسه الضغط عليها بسهولة، وهي أجهزة متعددة وأخطبوطية أوغلت بجذورها في جميع الميادين:الاجتماعية والأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية والدينية وغيرها ...وكلها إن تعارضت مصالحها مع أي احد آخر فليس بالسهولة إزاحتها. وانتم كيف ستواجهونها إن كانت المفاوضات قد نجحت؟ المواجهة لن تكون إلا بحكومة قوية ولهذا رفض السي بوستة كما أعضاء الكتلة أن تكون لدينا حكومة مقزمة وحسب المقاس.وطالبنا بحكومة قوية تمارس صلاحياتها واختصاصاتها الحقيقية وتحت سلطة الملك، في نهاية المطاف هذه هي الثقة وطرق مواجهات اللوبي الذي تغلغل في جميع مناحي الدولة والحياة.وهنا يجب أن أعطي مثالا لعدم ثقة الملك فينا فقد طالبناه في مذكراتنا حول الإصلاحات الدستورية وفي لقاءاتنا أن يتم إلغاء الثلث المنتخب بطريقة غير مباشرة داخل البرلمان، وكان يتحجج بان هذا الثلث يمثل ممثلي العمال والمهنيين وقدمنا اقتراحنا بضرورة إنشاء مجلس اقتصادي تمثل فيه هذه الفئات وغيرها،الملك تخوف من أن تكون عندنا أغلبية في البرلمان إن كانت الانتخابات كلها مباشرة ونزيهة،فقام بإنشاء مجلس للمستشارين بنفس صلاحيات مجلس النواب،يعني حتى وان حصل واكتسحت المعارضة البرلمان فان مجلس المستشارين لها بالمرصاد. دعنا لا نستبق الأمور سنأتي على ذكر هذا عندما نصل إليه،لكن أود هنا أن أسألك: هل فعلا كان كل طرف سواء المعارضة أو الملك يقول إن الطرف الأخر في حاجة إلى هذا الاتفاق نظرا لضغط الشارع والخارج، ومرض الملك وتقدمه في السن ،لذا حاول كل من جانبه انتزاع مكتسبات إن صح القول من الطرف الأخر؟ بالنسبة لنا لم نكن نتحدث من فراغ كنا تقدمنا بمذكرات وكان عندنا سقف للإصلاحات راعينا فيه صلاحيات الملك نفسه، فلم نكن نطالب بملكية على شاكلة بريطانيا أو اسبانيا، مطلبنا يتمثل في حكم مشترك على الأقل مرحليا في أفق الانتقال إلى مؤسسة ملكية برلمانية، وهذا كان بعلم القصر والسلطات نفسها، ولو انه كان في بداية الأمر يناقش بشكل خاص ولقاءات خاصة بيننا ككتلة،لدرجة أن وزير الداخلية وعندما نجتمع به يسرد علينا ما قلناه وناقشناه في اجتماعاتنا الخاصة،ومع ذلك قررنا ألا نكتم أي شيء وكانت صحفنا آنذاك تخرج إلى العلن بكل ما نناقشه ونتداوله . قناعتنا كانت الإشتغال وسط ومع المؤسسة الملكية على أساس المساهمة في تغيير حقيقي .المشكل كان يكمن في محيط الملك والأجهزة كانوا يخافون على مصالحهم وليس أنهم لا يثقون فينا وفي برامجنا بل لان هذه الأجهزة وهذا المحيط ساهم كل من جانبه فيما وصلت إليه البلاد وذلك بإخفاء الحقائق عن الملك وتزويرها وتزييفها وهو ما كان يبعد المسافة أكثر بيننا وبينه.