سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من دراسة الفلسفة في السربون إلى العمل الفدائي في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خطة المجموعة الفدائية تقضي القيام بتفجير جميع الفنادق في الساعة 11٫45 دقيقة ليلا
أصبح مهدي مسؤولا عن نادية الفدائية الشقراء ، وفي البداية لم تكن تعرف ما المقصود، وبعد تمرين على هذه العملية، تسلمت نادية خرائط لأهداف: في القدس، حيفا، تل أبيل، والجدول الزمني لسير القطارات وإقلاع الطائرات، وفي مرحلة لاحقة أدخلوا في الصورة شقيقتها الصغيرة «مرلين» التي كانت مشغولة آنذاك في امتحانات التوجيهية، وكانت متعلقة بشقيقتها الكبرى نادية، وقد تم تدريبها وشقيقتها في باريس والمغرب. وطبقا للخطة، كان على نادية وشقيقتها أن تعملا في تل أبيب، في ستة فنادق، بينما تقوم «إفلين برغه»، عشيقة بوديّة، بالعمل في حيفا في ثلاثة فنادق، كما يقوم عضو آخر يلقب «جان جاك» (واسمه الحقيقي جان لويس غابكه) بالعمل في منطقة القدس. أما «دومينيك» وهو عضو آخر في المنظمة، فقد زار إسرائيل قبل ذلك بثلاثة أشهر، حيث قام خلال زيارته بعمليات استطلاع في الفنادق بالمناطق المذكورة، ومع وصول نادية إلى إسرائيل، كان عليها أن تستأجر غرفة في كل فندق من الفنادق الثلاثة «دان» و«هيلتون» و«شيراتون»، وكانت تنوي أن تترك في كل مكان حقيبة لها، كما كان عليها أن تتصل في اليوم الأول من وصولها إلى إسرائيل، بفندق «كومودور» في تل أبيب، لتطلب بيير أو أديب بوخهلتر، لتحدد معه لقاء في مقهى «كليفورنيا» الواقع في زاوية شارعي ديزنكوف وبريشمان. وكان مخططا أن يتعرفا على بعضهما في هذا اللقاء، من خلال عددين من صحيفة «ليموند» الصادرة في التاسع من أبريل، كانت في حوزتيهما. كما كان المخطط يقضي بأن تتسلم نادية في الاجتماع «راديو ترانزستور»، ساعات التشغيل، لتوزيعها على كل المشاركين. وتقوم هي بدورها أيضا في توزيع المتفجرات وأجهزة التفجير، كذلك يقوم كل واحد من أعضاء الخلية، بحجز غرفة في ثلاثة فنادق، وفي كل غرفة يقوم بإعداد جهاز التفجير. وفي العشرين من أبريل، كما تقضي الخطة، يتم توجيه الساعات بحيث تتم كل الانفجارات في الساعة 11.45 ليلا، في جميع الفنادق. ويذكر أن تلك الفترة كانت تشهد مهمة المبعوث الأمريكي غونار يارينغ، «وكان ينبغي على صوت الفلسطينيين أن يسمع، كي لا ينسوهم في المفاوضات». إضافة إلى ذلك كانت الخطة تقضي بأن يستقل كافة المشاركين طائرة «ال - عال» المتجهة إلى روما، ورقم رحلتها 433، في الساعة السادسة من مساء نفس اليوم الذي تفجر فيه الفنادق، بحيث يكونون في ساعة الانفجار بعيدين عن شواطئ إسرائيل، وكان من المقرر في حالة إتمام العملية بنجاح، أن تبرق لروما على عنوان جان كامبل، بحيث تكون البرقية غير مفهومة، وكان عليها أن تكتب في البرقية مايلي: «إنني لم أعد أحبك، وانتظارك لي أمر زائد»، وبدوره يقوم بإبلاغ بوديّة بفحوى هذه البرقية، وفي حالة وقوع مشاكل معها، كان عليها أن تكتب في البرقية «أحبك وأنا مخلصة لك». محاولة الانتحار وتقول نادية في شهادتها التي أدلت بها في التحقيق: «فجأة سيطر علي الذعر، وطلبت منهم أن أغادر باريس وأسافر إلى المغرب لبضعة أيام، وسمحوا لي بالسفر، وهناك، في المغرب عرفت أن لا مخرج لي من هذه المسألة، إلا بالانتحار، وحاولت الانتحار فعلا، وقد كان ذلك في يوم 11 من شهر مارس 1971، وقد نقلوني إثر هذه المحاولة إلى المستشفى، إلا أنني فشلت هذه المرة أيضا». وأضافت تقول: «لقد تبعني مهدي إلى المغرب، وكنت أرقد في الفراش، فأعرب عن أسفه لفشلي في محاولة الانتحار، وقال ليس هناك ثمة طريقة للانسحاب. وعندما كنت لاأزال مريضة في منزلي في كزبلانكا، حضر إلى المنزل وبدأ يعلمني وشقيقتي كيفية تركيب المتفجرات وأجهزة التوقيت، حيث وعدته بأن أعود إليهم في باريس، غير أنني طلبت أن أسافر أولا إلى برشلونة لأقضي هناك يومين أو ثلاثة، مع جورج موستاكي، إذ اعتقدت بإمكانية النجاح في التملص، ولكن مهدي رافقني إلى هناك أيضا. العودة إلى باريس بعد ذلك، عدنا إلى باريس وأمضينا خمسة أيام في التدريب وإعداد الخطة، في منزل معزول كان عبارة عن غرفة عمليات، حيث يفتقون الملابس، ويخيطونها، بعد أن تحشى بالمتفجرات، وحيث الأسرار، والتعليم على تركيب العبوات الناسفة، وتكرار الأسماء باستمرار حتى نحفظها، وقد كان في المنزل أيضا أفلين برغة، وجان جاك، أما الذي كان يتولى تدريبنا على تركيب العبوات الناسفة، فيدعى علي أمين، وقمنا بخلط المتفجرات مع سكر ومادة لاصقة، ونقعنا الملابس بها. قبل توجهنا إلى إسرائيل بيوم واحد، قال جان جاك، أنه فقد جواز سفره، وربما كان ذلك مبررا لانسحابه، وبدأنا جميعا بالبحث عن الجواز في المنزل، وفي غضون ذلك سمعناه يصرخ بشدة وقد أخافنا كثيرا لصوته. وفي الصباح قالوا لنا، إنهم صفوا جان جاك، الذي كان جبانا، ومخبرا وخائنا، وأن هذا سيكون مصيرنا إذا انسحبنا، وقام بوديّه بتسفيري وشقيقتي مرلين بسيارته إلى مطار أورلي، ولم يكن أمامنا خيار إلا الصعود إلى الطائرة المتوجهة إلى مطار اللد».