استبشر الرأي العام الوطني خيرا حينما علم بتنظيم مهرجان للضحك بمدينة أكادير، لأنه اعتقد لأول لحظة أن الأمر يتعلق بفعالية فنية كبرى تفسح المجال للفنانين للابداع وتتيح للجمهور الاستمتاع بهذا الإبداع. لكن خاب ظن الرأي العام وأصيب الجمهور الغفير الذي حج إلى مكان المهرجان بإحباط كبير، وكادت تتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه خصوصا خلال الحفل الاختتامي. خاب ظن الجمهور لأن التنظيم كان في أسوأ أحواله، ولم يعط أي اعتبار للمواطنين الذين صدقوا ما قيل في الحملة، وتكفي الاشارة مثلا إلى أن الجمهور الذي أدى ثمن تذاكره اضطر للانتظار أكثر من ساعة ونصف بعد الموعد المحدد لفتح أبواب الولوج إلى الحفل الاختتامي. والطامة الكبرى أن الجمهور، أعتقد أنه أدى ثمن التذاكر للاستمتاع بإبداع فني راقٍ ولم يكن يعتقد لحظة واحدة أن الذي يسمي نفسه فنانا (سعيد الناصري) سينظم كل هذا المهرجان ويتلقى أموالا طائلة بسبب كثرة الجهات المستشهرة ليقوم سعادته بتصفية حساباته الشخصية. فالرجل لم يكن قد حضر أي عمل فني لهذا الحدث البارز، بل اكتفى بممارسة أبشع عبارات السب والقذف في حق أشخاص ومواطنين، وأدرك الحاضرون أن سعيد الناصري يمارس الابتزاز في أبشع صوره، فهو الذي كان قد نوه وشكر الإدارة العامة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون في سنوات سابقة حينما كانت تغدق عليه الأموال مقابل إنتاجات غارقة في التفاهة، إلا أنه انقلب عليها هذه المرة، فبما أن هذه الإدارة لم تخص الرجل بنفس العناية ولم تتعاقد معه ليمارس تعذيب الناس بإنتاجات رديئة، فإنه لم يجد أي حرج لاستغلال فرصة مهرجان الضحك ليمارس السب والقذف في حق المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ولا يجد أي حياء في أن يذكره بالاسم. الأدهى من ذلك وفي سابقة خطيرة جدا تدوس جميع قيم التضامن المهني وجه سعيد الناصري رشاشه لفنان مغربي يكن له المغاربة كثيراً من الاحترام والتقدير ويتعلق الأمر بجمال الدبوز الذي قال عنه الناصري إنه سرق له مهرجان الضحك بمراكش، بل الأمر الخطير أن سعيد الناصري وظف إعاقة الفنان الدبوز في هذا الأمر، وهو الأمر الذي يستحق الإدانة فعلا. سعيد الناصري جمع الأموال الطائلة، ونطلبه باسم الشفافية التي ينتقد بها الآخرين أن يطلع الرأي العام على المبالغ التي حملها من الاستشهار الكثير والكبير ومن أثمان التذاكر، إن هذه الشفافية المجنى عليها من فنان ربط فنه الذي يعذب به جمهوره بالمال تحتم عليه أن يقدم الحساب. أما الجمهور الذي أضاع وقته بالحضور في مهرجان سعيد الناصري فإنه أعلن توبته خصوصا بعدما أدرك أن سعيد الناصري استغل رغبته وإرادته في تشجيع الفن في إطار حسابات شخصية ضيقة وفي عملية ابتزاز رخيصة جدا.