دعا المتحدث الرسمي باسم المجلس الوطني الانتقالي ، عبدالحفيظ غوقة « النظام فى الجزائر إلى الكف عن دعم نظام القذافي الذى «يقتل شعبه»، معربا عن أمله في أن يكون النظام الجزائرى قد استوعب الدرس، ورأى بنفسه ما يفعله نظام القذافي في شعبه. وقال غوقة «لدينا رد واحد على الجزائر: كفوا عن دعم القذافي وأوقفوا مساعدته في الترهيب وقتل المدنيين الابرياء». ولا تعترف الجزائر التي تتقاسم حدودا مترامية مع ليبيا، رسميا بالمجلس الوطني الانتقالي ولم تدع ايضا الى تنحي القذافي بل إن الديبلوماسية الجزائرية تبذل قصارى جهودها لتوصل الأطراف المتناحرة في ليبيا لتسوية لا تتضمن تنحي القذافي عن السلطة . و موازاة مع انتقاد النظام الجزائري للعمليات العسكرية للناتو تناور الجزائر على أكثر من واجهة ديبلوماسية و استخباراتية لجر الثوارالليبيين الى الحوار مع نظام القذافي و بث الشقاق وسط مكونات حلف الناتو الذي يسهر على تنفيذ القرار الأممي القاضي بحماية المدنيين في ليبيا من ملاحقات كتائب القذافي . و تعتقد الجزائر جازمة أن استيلاء الثوار الليبيين على مقاليد الحكم بطرابلس من شأنه الإضرار بمصالحها الاستراتيجية بالمنطقة سيما و أنه سيشرع بابا للوجود الفرنسي و الايطالي بليبيا عبر صفقات النفط و البنية التحتية بالجماهيرية . و تجتاز العلاقات بين الجزائر و باريس فترات متجددة من الفتور و الجفاء المعلن و المتستر و يتصور قصر المرادية أن سقوط نظام القذافي سيؤذن بفترة تشتد فيه العزلة الدولية على الجزائر التي تتقاسم مع ليبيا مئات الكيلمترات من الحدود المشتركة الممتدة في عمق الصحراء الافريقية . و تنظر الجزائر بعين الريبة الى التحركات الفرنسية في المنطقة و خاصة على صعيد نواكشوط و تونس و الدور الفرنسي الكبير المرتقب بليبيا مع بعد مرحلة القذافي , و التي تؤشر الى انكماش هامش المناورة الذي ظل قصر المرادية يتمسك به بالمنطقة و خاصة فيما يتعلق بملف الارهاب و مشكل الصحراء المغربية . و تحدثت المصادر عن مشاورات جمعت مسؤولين جزائريين بمقربين من القذافي بغية تأمين الحدود المشتركة لمنع تنقل الثوار الليبيين عبر مناطق الصحراء بالاضافة الى تأمين الجزائر لحاجيات كتائب القذافي المتزايدة من وقود السيارات العسكرية خاصة بعد إحكام الثوار سيطرتهم على مصافي تكرير النفط بالتراب الليبي . و كانت الخارجية الجزائرية قد نفت أبريل الماضي بالمطلق وجود جزائريين في صفوف المرتزقة الذين يقاتلون مع قوات العقيد معمر القذافي في ليبيا ، وذلك ردا على اعلان ناطق باسم الثوار توقيف 15 شخصا من جنسية جزائرية مع قوات المرتزقة في أجدابيا . على أن الثوار الليبيين أعلنوا حينها عن إلقاء القبض على 15 جزائريا، وقتل ثلاثة آخرين، بمدينة أجدابيا، الواقعة شرق ليبيا، وقالوا إنهم من المرتزقة كما سبق لمسؤول عسكري بالمعارضة الليبية أن أكد أن «مرتزقة جزائريين يساعدون نظام القذافي على إبادة الشعب الليبي»، نافيا تخوف الجزائر من حصول تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي على أسلحة من ليبيا، قائلا «تصريحات الحكومة الجزائرية جاءت لتأكيد ودعم مزاعم القذافي لا أكثر ولا أقل». و كان رئيس الوزراء الجزائري احمد اويحيى قد اتهم مباشرة نهاية شهر ماي الفارط «اللوبي المغربي الرسمي في واشنطن» بالوقوف وراء اتهامات ضد الجزائر بانها ترسل مرتزقة واسلحة الى ليبيا لدعم العقيد القذافي. وقال اويحيى ان «اللوبي الرسمي لجيراننا في المغرب +يقيم قيامة+ في واشنطن باننا نرسل مرتزقة واسلحة نحو الجارة ليبيا». و هو التصريح الذي أثار إستغراب الحكومةالمغربية . على أن مسؤول الاعلام في المجلس الوطني الانتقالي محمود شمام رد ضمنيا على أويحيى حينما صرح بأن الثوار الليبيين يواجهون آلة عسكرية رهيبة، وأضاف أن القذافي يحصل على دعم بما في ذلك عبر دول عربية مثل الجزائر التي حصل عبرها على 500 مركبة رباعية الدفع بحسب مصادر أوروبية صديقة.