شرعت مؤخرا سفارة المملكة الاسبانية بالرباط و قنصلياتها المعتمدة بالمغرب خصوصا بالمدن الشمالية تطوان وطنجة والحسيمة على غرار العديد من السفارات الاسبانية الموجودة بمختلف الدول خصوصا الأمريكية اللاتينية منها، و التي كانت خاضعة سابقا للاستعمار الاسباني- في سحب وجمع وإزالة كل الرموز الدالة على فترة حكم الجنرال الراحل فرانسيسكو فرانكو «تماثيل- لوحات دروع- أعلام- شارات- رسومات على الجدران...» ، بعد تلقيها مراسلة في هذا الشأن من مصالح وزارة الخارجية الاسبانية. وسيتم تسليم ما تم جمعه من رموز عهد الجنرال فرانكو - الذي توفي منذ أزيد من ربع قرن و ووري جثمانه الثرى في ضريح « فايي دي لوس كاييدوس» (وادي الشهداء)، و حكم إسبانيا بقبضة من حديد طوال 39 عاما- إلى مركز التوثيق والذاكرة التاريخية المتواجد بمدينة صالامانكا «شمال غرب العاصمة الاسبانية مدريد». ويأتي صدور هذا القرار تنفيذا لمضامين قانون الذاكرة التاريخي الصادر بإسبانيا. وحسب ما تداولته بعض وسائل الإعلام الاسبانية، فإن المغرب يعد واحدا من عشرة دول، مازالت البعثات الإسبانية تحتفظ فيها برموز فترة حكم الجنرال فرانكو، في الوقت الذي تم مؤخرا سحب كل رموز ما يوصف بالعهد القديم من مختلف المدن الإسبانية خصوصا تمثاله المتواجد في الساحة الشهيرة خوان دي لاكروس، كما غيرت أسماء الشوارع والأزقة التي كانت تحمل اسم «الكاودييو» (الحاكم العسكري). وفي مدينة الحسيمة مازال المعهد الثقافي الاسباني «ميلشور دي خوفيانوس» يحتفظ بجدران من السيراميك تحمل شعارات تشير إلى العهد الفرنكاوي . وبالإضافة إلى الدروع المعروضة في القنصليات الاسبانية الثلاث (طنجة وتطوان وسيدي إيفني) توجد حسب وزارة الخارجية الاسبانية لوحات زيتية لفرانكو وصور لرمز العهد ( أي نسر القديس خوان) في البعثات الديبلوماسية المتواجدة في مدينتي الدارالبيضاء وطنجة وغيرهما. وعلى صعيد آخر، قامت سلطات الاحتلال الاسباني بمدينة مليلية السليبة بنصب تمثال «ثور أوصبورني» في منطقة «إيل بارانكو دي كابريراس»، رغم الجدل الذي أثارته هذه المبادرة، إذ اعتبرته بعض الجهات( داخل وخارج المدينة كالنسيج الجمعوي لشمال المغرب) بمثابة استفزاز جديد للمغرب حسب ما تداولته بعض وسائل الإعلام الاسبانية. وجاء قرار وضع النصب التذكاري «ثور أوصبورني» نزولا عند رغبة مجموعة من سكان الثغر المحتل الذي طالبوا عبر موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» على شبكة الأنترنيت، ومن خلال عريضة ضمت توقيعات 2000 شخص بنصب التمثال، على غرار 15 مدينة إسبانية.