افتتح السفير الروسي بالمغرب السيد بوريس بولوتين أشغال المؤتمر الدولي السنوي لتنسقية الجاليات الروسية المتواجدة في إفريقيا والشرق الأوسط، والذي تنظمه وزارة الخارجية الروسية بتنسيق وتعاون مع المركز الثقافي الروسي بالمغرب. وصرح رئيس الكتابة الخاصة للسفارة الروسية ومدير المركز الثقافي الروسي السيد نيكولاي سوخوف ل "العلم"، أن الخارجية الروسية اختارت المغرب لاحتضان هذا المؤتمر السنوي لدوافع أمنية ولوجستيكية، وقال" إن لهذا الاختيار أهمية سياسية كبرى تترجم أمن و استقرار هذا البلد في ظل الحراك الشعبي الذي تعرفه بعض دول الجوار وبعض بلدان الشرق الأوسط، إضافة إلى توفر العامل اللوجيستيكي الجيد والمتعلق بالنقل على الخصوص.."، كما يدخل هذا الاختيار في إطار التعاون الإنساني والثقافي بين البلدين وعن أهداف المؤتمر تحدث السيد نيكولاي عن خلق التنسيق بين منظمات الجاليات الروسية بالدول المشاركة و بحث سبل إنشاء المشاريع المشتركة فيما بينها، واعتبر الحفاظ على الثقافة واللغة الروسية بين الجاليات و دعم ومواكبة نشرها، وكذا الاهتمام بأطفال هذه الجاليات، أهم أهداف هذا الملتقى السنوي. وقدر السيد نيكولاي عدد الجالية الروسية، أو مواطنو الإتحاد السوفياتي سابقا، في المغرب بحوالي 4 آلاف، تشكل بينهم النساء المتزوجات بمغاربة تلقوا دراساتهم الجامعية بروسيا ما يفوق 95 في المائة، وقال:" لقد اختلط الدم الروسي بالدم المغربي منذ حوالي 40 سنة عن طريق الزواج المختلط، والدولة تولي أهمية كبرى لأطفال هذا النوع من الزيجات للمحافظة على استمرار اللغة والثقافة الروسية..". وأضاف في ذات السياق أنه بعد الانشقاقات التي عرفها الإتحاد السوفياتي وتعدد قوميات الناطقين باللغة الروسية، أصبح من الصعب على روسيا إحصاء المواطنين الناطقين باللغة الروسية المنتشرين في العالم، واتجهت سياسة الدولة إلى خلق انسجام بين هذه القوميات الروسية المتواجدة في الخارج على أساس توحيد اللغة والثقافة، وكذا خلق جسور ثقافية وإنسانية بين هذه الجاليات الروسية والبلدان المتواجدة فيها. وتم، خلال هذا المؤتمر الذي دام ليومين، التطرق إلى تحديات وآفاق حفاظ الجاليات الروسية بإفريقيا و الشرق الأوسط على مقومات ثقافتهم وضمان تمريرها لأطفالهم، علما أن كل رؤساء منظمات الجالية المشاركة كن نساءا، كما تحدث ممثل وزارة الخارجية الروسية عن مدى نجاعة برنامج نشر اللغة الروسية في البلدان العربية الذي تعتمده الدولة، والذي يركز بالأساس على توفير الكتب والمراجع وتأمين تمدرس أطفال الجاليات للغة الروسية. وعرف المؤتمر حضورا مكثفا لممثلات منظمات الجاليات الروسية بدول جنوب إفريقيا وشمالها، و جل دول الشرق الأوسط، وممثلين عن وزارة الخارجية الروسية، والقنصل الروسي المتواجد بالدار البيضاء، و المدير الجهوي لإفريقيا وآسيا لمؤسسة الدعم " روسكيمير" التي تهتم بتمويل برامج نشر اللغة والثقافة الروسية عبر العالم.